فصل: التَّذْكِيرُ وَالتَّأْنِيثُ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المُغْرب في ترتيب المُعْرِب **


رســـــالـة في النحــــــــــو

‏(‏رِسَالَةٌ فِي النَّحْوِ‏)‏ ذَيَّلْت بِهَا كِتَابِي هَذَا مُضَمِّنًا إيَّاهَا مَا تَشَتَّتَتْ فِي أَصْلِ الْمُعْرِبِ مِنْ الْأَدَوَاتِ، وَشَيْئًا مِنْ مَسَائِلِ الْإِعْرَابِ، وَجَعَلْتهَا أَرْبَعَةَ أَبْوَابٍ مُفَصَّلَةٍ ‏(‏الْأَوَّلُ‏)‏‏:‏ فِي الْمُقَدِّمَاتِ، ‏(‏وَالثَّانِي‏)‏‏:‏ فِي شَيْءٍ مِنْ تَصْرِيفِ الْأَسْمَاءِ، ‏(‏وَالثَّالِثُ‏)‏‏:‏ فِيمَا لَا يَتَصَرَّفُ مِنْ الْأَفْعَالِ، وَمَا يَجْرِي مَجْرَى الْأَدَوَاتِ، ‏(‏وَالرَّابِعُ‏)‏‏:‏ فِي الْحُرُوفِ، وَرُبَّمَا ذَكَرْت فِي أَثْنَاءِ ذَلِكَ مَا لَمْ يَقَعْ فِي الْأَصْلِ كَمَا قَدْ يُذْكَرُ الشَّيْءُ بِالشَّيْءِ تَأْنِيسًا بِالسَّابِقِ أَوْ تَأْسِيسًا لِلَّاحِقِ، وَبِاَللَّهِ أَسْتَعِينُ، وَعَلَيْهِ أَتَوَكَّلُ‏.‏

الْبَابُ الْأَوَّلُ فِي الْمُقَدِّمَاتِ

‏(‏الْكَلِمَةُ‏)‏ لَفْظَةٌ دَالَّةٌ عَلَى مَعْنًى بِالْوَضْعِ، وَهِيَ اسْمٌ كَ ‏"‏ رَجُلٍ ‏"‏، وَفِعْلٌ كَ ‏"‏ نَصَرَ ‏"‏، وَحَرْفٌ كَ ‏"‏ هَلْ ‏"‏، ‏(‏وَالْكَلَامُ‏)‏‏:‏ هُوَ الْمُفِيدُ فَائِدَةً مُسْتَقِلَّةً، وَطَرَفَاهُ مُسْنَدٌ، وَمُسْنَدٌ إلَيْهِ، وَلِلْمُتَكَلِّمَيْنِ وَالْفُقَهَاءِ فِي تَحْدِيدِهِ كَلِمَاتٌ لَا تَخْلُو عَنْ نَظَرٍ فِيهَا، ‏(‏وَمِمَّا يُعْرَفُ بِهِ‏)‏ الِاسْمُ أَنْ يَصِحَّ الْحَدِيثُ عَنْهُ نَحْوَ‏:‏ نَصَرَ زَيْدٌ، وَزَيْدٌ نَاصِرٌ، وَأَنْ يَدْخُلَهُ التَّنْوِينُ، وَحَرْفُ التَّعْرِيفِ نَحْوَ‏:‏ غُلَامٌ، وَالْغُلَامُ، وَحُرُوفُ الْجَرِّ نَحْوَ‏:‏ بِزَيْدٍ، وَهُوَ نَوْعَانِ‏:‏ مُظْهَرٌ، وَمُضْمَرٌ ‏(‏فَالْمُظْهَرُ‏)‏‏:‏ هُوَ الِاسْمُ الصَّرِيحُ، وَلَهُ أَنْوَاعٌ، ‏(‏وَمِنْهَا الْجِنْسُ‏)‏‏:‏ وَهُوَ ‏(‏اسْمُ عَيْنٍ‏)‏ كَرَجُلٍ، وَفَرَسٍ، ‏(‏وَاسْمُ مَعْنًى‏)‏ كَعِلْمٍ، وَجَهْلٍ، ‏(‏وَمِنْهَا الْعَلَمُ‏)‏ وَهُوَ إمَّا ‏(‏مَنْقُولٌ‏)‏‏:‏ كَزَيْدٍ، وَعَمْرٍو، وَثَوْرٍ، وَالْعَبَّاسِ، ‏(‏وَإِمَّا مُرْتَجَلٌ‏)‏‏:‏ كَسُفْيَانَ، وَعِمْرَانَ، وَمِنْهَا ‏(‏الْمُبْهَمُ‏)‏‏:‏ وَهُوَ نَوْعَانِ‏:‏ ‏(‏أَسْمَاءُ الْإِشَارَةِ‏)‏‏:‏ كَذَا، وَتَا، وَهَؤُلَاءِ‏.‏ ‏(‏وَالْمَوْصُولَاتُ‏)‏‏:‏ كَاَلَّذِي، وَاَلَّتِي، وَمَنْ، وَمَا ‏(‏وَالْمُضْمَرُ‏)‏‏:‏ هُوَ الْكِنَايَةُ وَهُوَ نَوْعَانِ‏:‏ مُتَّصِلٌ، وَمُنْفَصِلٌ ‏(‏فَالْمُتَّصِلُ‏)‏‏:‏ مَا لَا يَسْتَغْنِي عَنْ اتِّصَالِهِ بِشَيْءٍ، وَهُوَ مَرْفُوعٌ، وَمَنْصُوبٌ، وَمَجْرُورٌ وَكُلٌّ مِنْ هَذِهِ يَكُونُ بَارِزًا فَحَسْبُ إلَّا مَرْفُوعَهُ فَإِنَّهُ يَجِيءُ بَارِزًا، وَمُسْتَكِنًّا ‏(‏فَالْبَارِزُ‏)‏‏:‏ مَا لُفِظَ بِهِ كَقَوْلِك فِي الْمَرْفُوعِ‏:‏ نَصَرْتُ، نَصَرْنَا، وَنَصَرْتِ إلَى نَصَرْتُنَّ، وَنَصَرَتْ إلَى نَصَرْنَ، ‏(‏وَفِي الْمَنْصُوبِ‏)‏‏:‏ نَصَرَنِي نَصَرَنَا، وَنَصَرَكِ إلَى نَصَرَكُنَّ، وَنَصَرَهُ إلَى نَصَرَهُنَّ، ‏(‏وَفِي الْمَجْرُورِ‏)‏‏:‏ غُلَامِي غُلَامُنَا، وَغُلَامُك إلَى غُلَامِكُنَّ، وَغُلَامُهُ إلَى غُلَامِهِنَّ، ‏(‏وَالْمُسْتَكِنُّ‏)‏‏:‏ مَا نُوِيَ نَحْوُ‏:‏ زَيْدٌ نَصَرَ، وَهِنْدٌ نَصَرَتْ التَّاءُ هَاهُنَا عَلَامَةُ التَّأْنِيثِ، وَلَيْسَتْ لِلضَّمِيرِ، وَأَنَا أَنْصُرُ، وَنَحْنُ نَنْصُرُ، وَتَنْصُرُ أَنْتَ أَيُّهَا الرَّجُلُ ‏(‏وَالْمُنْفَصِلُ‏)‏‏:‏ مَا يَسْتَغْنِي عَنْ اتِّصَالِهِ بِشَيْءٍ كَالْمُظْهَرِ، وَهُوَ مَرْفُوعٌ، وَمَنْصُوبٌ، وَلَا مَجْرُورَ لَهُ ‏(‏فَالْمَرْفُوعُ‏)‏‏:‏ أَنَا، نَحْنُ، وَأَنْتَ إلَى أَنْتُنَّ، وَهُوَ إلَى هُنَّ، ‏(‏وَالْمَنْصُوبُ‏)‏‏:‏ إيَّايَ إيَّانَا، وَإِيَّاكَ إلَى إيَّاكُنَّ، وَإِيَّاهُ إلَى إيَّاهُنَّ‏.‏

‏(‏وَمِمَّا يُعْرَفُ بِهِ الْفِعْلُ‏:‏ أَنْ يَدْخُلَهُ قَدْ، وَحَرْفُ الِاسْتِقْبَالِ نَحْوَ‏:‏ قَدْ قَامَ، وَسَيَقُومُ، وَسَوْفَ يَقُومُ، وَأَنْ يَتَّصِلَ بِهِ الضَّمِيرُ الْمَرْفُوعُ نَحْوَ‏:‏ نَصَرَا، نَصَرُوا‏.‏ وَتَاءُ التَّأْنِيثِ السَّاكِنَةُ نَحْوُ‏:‏ نِعْمَتْ، وَبِئْسَ وَلَهُ ثَلَاثَةُ أَمْثِلَةٍ مَاضٍ، وَمُضَارِعٌ، وَأَمْرٌ ‏(‏فَالْمَاضِي‏)‏‏:‏ مَا دَلَّ عَلَى حَدَثٍ فِي زَمَانٍ قَبْلَ زَمَانِ الْإِخْبَارِ، وَهُوَ مَبْنِيٌّ لِلْفَاعِلِ، وَمَبْنِيٌّ لِلْمَفْعُولِ، ‏(‏وَيُقَالُ لِلْأَوَّلِ‏)‏‏:‏ مَا سُمِّيَ فَاعِلُهُ ‏(‏وَلِلثَّانِي‏)‏‏:‏ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ وَالْمَجْهُولُ ‏(‏فَالْمَبْنِيُّ‏)‏ لِلْفَاعِلِ‏:‏ مَا أَوَّلُهُ مَفْتُوحٌ كَ ‏"‏ فَعَلَ ‏"‏، وَفَعْلَلَ، وَأَفْعَلَ، وَأَوَّلُ مُتَحَرِّكَاتِهِ كَ ‏"‏ افْتَعَلَ ‏"‏ أَوَّلُ مُتَحَرِّكَاتِهِ التَّاءُ، وَكَذَا كُلُّ مَا فِي أَوَّلِهِ هَمْزَةُ الْوَصْلِ، وَلَا يُعْتَدُّ بِهَا ‏(‏وَالْمَبْنِيُّ‏)‏ لِلْمَفْعُولِ‏:‏ مَا أَوَّلُهُ مَضْمُومٌ ضَمَّةً أَصْلِيَّةً كَ ‏"‏ فُعِلَ ‏"‏، وَفُعْلِلَ، وَأُفْعِلَ، وَفُوعِلَ، أَوْ أَوَّلُ مُتَحَرِّكَاتِهِ كَ ‏"‏ اُفْتُعِلَ ‏"‏، وَأَخَوَاتِهِ، وَهَمْزَةُ الْوَصْلِ تَتْبَعُ الْمَضْمُومَ فِي الضَّمَّةِ ‏(‏وَالْمُضَارِعُ‏)‏‏:‏ مَا يَتَعَاقَبُ عَلَى أَوَّلِهِ الزَّوَائِدُ الْأَرْبَعُ نَحْوُ‏:‏ يَفْعَلُ هُوَ، وَتَفْعَلُ أَنْتَ أَوْ هِيَ، وَأَفْعَلُ أَنَا، وَنَفْعَلُ نَحْنُ وَهُوَ مُشْتَرَكٌ بَيْنَ الْحَاضِرِ وَالْمُسْتَقْبَلِ يَقُولُ‏:‏ هُوَ يَفْعَلُ وَهُوَ يَشْتَغِلُ بِالْفِعْلِ، وَيَفْعَلُ غَدًا‏.‏ فَإِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ السِّينُ أَوْ سَوْفَ خَلَصَ لِلْمُسْتَقْبَلِ، وَهُوَ أَيْضًا عَلَى ضَرْبَيْنِ‏:‏ ‏(‏مَبْنِيٌّ لِلْفَاعِلِ‏)‏‏:‏ وَهُوَ مَا أَوَّلُهُ مَفْتُوحٌ إلَّا أَرْبَعَةَ أَبْوَابٍ فَإِنَّ أَوَائِلَهَا مَضْمُومَةٌ، وَعَلَامَةُ بِنَائِهَا لِلْفَاعِلِ انْكِسَارُ الْحَرْفِ الرَّابِعِ، وَهُوَ اللَّامُ الْأُولَى فِي يَفْعَلِلُ، وَالْعَيْنُ فِي يُفَاعِلُ، وَالْعَيْنُ فِي يُفْعِلُ، وَالْعَيْنُ الثَّانِيَةُ فِي يُفَعِّلُ، وَهِيَ فِي التَّقْدِيرِ رَابِعَةٌ لِأَنَّ الْأَصْلَ يُوَفْعِلُ، ‏(‏وَمَبْنِيٌّ لِلْمَفْعُولِ‏)‏‏:‏ وَهُوَ مَا أَوَّلُهُ مَضْمُومٌ إلَّا فِي الْأَبْوَابِ الْأَرْبَعَةِ فَإِنَّ عَلَامَةَ بِنَائِهَا لِلْمَفْعُولِ انْفِتَاحُ الْحَرْفِ الْمَكْسُورِ ‏(‏وَالْأَمْرُ‏)‏‏:‏ وَهُوَ افْعَلْ وَهُوَ كُلُّ مَا اُشْتُقَّ مِنْ الْمُضَارِعِ عَلَى طَرِيقَتِهِ، وَذَلِكَ أَنْ تَحْذِفَ الزَّوَائِدَ وَتُسَكِّنَ الْآخِرَ، وَلَا تُغَيِّرْ مِنْ الْبِنَاءِ شَيْئًا كَقَوْلِك فِي يَعُدُّ‏:‏ عُدَّ، وَفِي يَضَعُ‏:‏ ضَعْ، وَفِي يُدَحْرِجُ‏:‏ دَحْرِجْ وَأَمَّا يُكْرِمُ فَأَصْلُهُ يُؤَكْرَمُ فَجَاءَ أَكْرِمْ عَلَى قِيَاسِ الْأَصْلِ‏.‏ هَذَا إذَا كَانَ مَا بَعْدَ الزَّائِدِ مُتَحَرِّكًا فَأَمَّا إذَا كَانَ سَاكِنًا كَضَادِ يَضْرِبُ، وَحَاءِ يَحْمَدُ فَزِدْ هَمْزَةً مَكْسُورَةً فِي جَمِيعِ الْمَوَاضِعِ إلَّا فِي مَا ضُمَّتْ مِنْهُ الْعَيْنُ كَصَادِ يَنْصُرُ، وَرَاءِ يَقْرُبُ فَإِنَّك تَضُمُّ الْهَمْزَةَ إتْبَاعًا لِضَمَّةِ الْعَيْنِ‏.‏

‏(‏وَالْأَفْعَالُ الْحَقِيقِيَّةُ عَلَى ضَرْبَيْنِ‏:‏ ‏(‏لَازِمٌ‏)‏‏:‏ وَهُوَ مَا يُخَصَّصُ بِالْفَاعِلِ نَحْو‏:‏ قُمْت، وَقَعَدْت، ‏(‏وَمُتَعَدٍّ‏)‏‏:‏ وَهُوَ مَا يُجَاوِزُ الْفَاعِلَ فَيَنْصِبُ الْمَفْعُولَ بِهِ، أَوْ شِبْهَهُ نَحْوَ‏:‏ نَصَرْت زَيْدًا، وَأَحْدَثْت الْأَمْرَ وَهُوَ يَتَعَدَّى إلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ كَمَا مَرَّ آنِفًا وَإِلَى اثْنَيْنِ نَحْوَ‏:‏ أَعْطَيْت زَيْدًا دِرْهَمًا، وَعَلِمْته فَضْلًا وَإِلَى ثَلَاثَةٍ نَحْوَ‏:‏ اللَّهُ أَعْلَمَ زَيْدًا عَمْرًا فَاضِلًا ‏(‏وَأَسْبَابُ التَّعْدِيَةِ‏)‏ ثَلَاثَةٌ‏:‏ ‏(‏الْهَمْزَةُ‏)‏‏:‏ فِي أَجْلَسْته، ‏(‏وَتَضْعِيفُ الْعَيْنِ‏)‏‏:‏ فِي فَرَّحْته، ‏(‏وَحَرْفُ الْجَرِّ‏)‏‏:‏ فِي ذَهَبَ بِهِ أَوْ إلَيْهِ، وَكُلٌّ مِنْ اللَّازِمِ وَالْمُتَعَدِّي يَكُونُ عِلَاجًا نَحْوُ قُمْت، وَقَعَدْت، وَقَطَعْته، وَرَأَيْته، وَغَيْرَ عِلَاجٍ نَحْوَ‏:‏ حَسُنَ، وَقَبُحَ، وَعَدِمْته، وَفَقَدْته وَأَمَّا أَفْعَالُ الْحَوَاسِّ، فَكُلُّهَا مُتَعَدِّيَةٌ ‏(‏وَالْحَرْفُ‏)‏‏:‏ مَا دَلَّ عَلَى مَعْنًى فِي غَيْرِهِ‏.‏

فَصْلٌ

‏(‏الْإِعْرَابُ‏)‏‏:‏ اخْتِلَافُ آخِرِ الْكَلِمَةِ بِاخْتِلَافِ الْعَوَامِلِ وَأَلْقَابُ حَرَكَاتِهِ‏:‏ ‏(‏الرَّفْعُ‏)‏، ‏(‏وَالنَّصْبُ‏)‏، ‏(‏وَالْجَرُّ‏)‏، وَيُسَمَّى السُّكُونُ فِيهِ ‏(‏جَزْمًا‏)‏ ‏(‏وَالْمُعْرَبُ‏)‏ مِنْ الْكَلِمَةِ شَيْئَانِ‏:‏ الِاسْمُ الْمُتَمَكِّنُ، وَالْفِعْلُ الْمُضَارِعُ ‏(‏وَمَا أُعْرِبَ‏)‏ مِنْ الْأَسْمَاءِ ضَرْبَانِ‏:‏ ‏(‏مُنْصَرِفٌ‏)‏‏:‏ وَهُوَ مَا يَدْخُلُهُ الْحَرَكَاتُ، وَالتَّنْوِينُ ‏(‏وَغَيْرُ مُنْصَرِفٍ‏)‏‏:‏ وَهُوَ مَا يُمْنَعُ التَّنْوِينَ وَالْجَرَّ، وَكَانَ فِي مَوْضِعِ الْجَرِّ مَفْتُوحًا ‏(‏وَأَسْبَابُ مَنْعِ الصَّرْفِ‏)‏ تِسْعَةٌ‏:‏ الْعَلَمِيَّةُ، التَّأْنِيثُ، وَزْنُ الْفِعْلِ، الْوَصْفُ، الْعَدْلُ، الْجَمْعُ، التَّرْكِيبُ، الْعُجْمَةُ فِي الْأَعْلَامِ خَاصَّةً، الْأَلِفُ وَالنُّونُ الْمُضَارِعَتَانِ لِأَلِفَيْ التَّأْنِيثِ مَتَى اجْتَمَعَ فِي الِاسْمِ اثْنَانِ مِنْهَا، أَوْ تَكَرَّرَ وَاحِدٌ لَمْ يَنْصَرِفْ، وَذَلِكَ فِي أَحَدَ عَشَرَ اسْمًا خَمْسَةٌ حَالَةُ التَّنْكِيرِ، وَهُوَ أَفْعَلُ صِفَةً نَحْوَ أَحْمَرَ، وَأَحْمَدَ، وَأَصْفَرَ، وَمَثْنَى، وَثُلَاثُ، وَرُبَاعُ فِي قَوْله تَعَالَى‏:‏ ‏{‏أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى، وَثُلَاثَ، وَرُبَاعَ‏}‏ فِيهَا الْعَدْلُ، وَالْوَصْفُ، وَقِيلَ‏:‏ الْعَدْلُ الْمُكَرَّرُ لِأَنَّهَا عُدِلَتْ عَنْ صِيَغِهَا، وَعَنْ التَّكْرِيرِ لِأَنَّ الْأَصْلَ أُولِي أَجْنِحَةٍ اثْنَتَيْنِ اثْنَتَيْنِ، وَثَلَاثَةً ثَلَاثَةً، وَأَرْبَعَةً أَرْبَعَةً، وَتَمَامُ التَّقْرِيرِ فِي الْمُعْرِبِ‏.‏ وَفَعْلَانُ الَّذِي مُؤَنَّثُهُ فَعْلَى كَعَطْشَانَ، وَرَيَّانَ وَمَا فِيهِ أَلْفُ التَّأْنِيثِ مَقْصُورَةً كَحُبْلَى، وَبُشْرَى، وَالدَّعْوَى، وَالْفَتْوَى، وَالْفُتْيَا، أَوْ مَمْدُودَةً نَحْوُ حَمْرَاءَ، وَصَحْرَاءَ وَالْجَمْعُ الَّذِي لَيْسَ عَلَى، وَزْنِهِ وَاحِدٌ كَمَسَاجِدَ، وَمَصَابِيحَ، وَدَعَاوَى، وَفَتَاوَى، وَسَرَارِيَّ، وَعَوَارِيَّ، وَنَحْوَ‏:‏ جَوَارٍ، وَمَوَاشٍ مِمَّا فِي آخِرِهِ يَاءٌ يُحْذَفُ يَاؤُهُ فِي الرَّفْعِ، وَالْجَرِّ، وَيُنَوَّنُ الِاسْمُ لِخُرُوجِهِ عَنْ حَدِّ مَسَاجِدَ وَأَمَّا فِي النَّصْبِ فَلَا يُنَوَّنُ بِإِثْبَاتِ الْيَاءِ فِيهِ ‏(‏وَأَمَّا السِّتَّةُ‏)‏ الَّتِي لَا تُصْرَفُ فِي الْعَلَمِيَّةِ فَهِيَ‏:‏ ‏(‏الْأَعْجَمِيُّ‏)‏ كَإِبْرَاهِيمَ، وَإِسْمَاعِيلَ وَمَا فِيهِ ‏(‏وَزْنُ الْفِعْلِ‏)‏ كَيَزِيدَ، وَأَحْمَدَ ‏(‏وَالتَّأْنِيثُ‏)‏ لَفْظًا كَطَلْحَةَ، وَحَمْزَةَ، أَوْ مَعْنًى كَعَادٍ‏.‏ ‏(‏وَالْمَعْدُولُ‏)‏ كَعُمَرَ، وَزُفَرَ عَنْ عَامِرٍ، وَزَافِرٍ ‏(‏وَالتَّرْكِيبُ‏)‏ كَمَعْدِي كَرِبَ، وَبَعْلَبَكّ ‏(‏وَالْأَلْفُ، وَالنُّونُ‏)‏ كَمَرْوَانَ، وَسُفْيَانَ، وَهَذِهِ السِّتُّ إذَا نُكِّرَتْ انْصَرَفَتْ، وَفِي نَحْوِ لُوطٍ، وَهِنْدٍ، وَدَعْدَ يَجُوزُ الصَّرْفُ اسْتِحْسَانًا، وَتَرْكُهُ قِيَاسًا، وَكُلُّ مَا لَا يَنْصَرِفُ إذَا أُضِيفَ أَوْ دَخَلَهُ حَرْفُ التَّعْرِيبِ انْجَرَّ تَقُولُ‏:‏ مَرَرْت بِالْأَحْمَرِ، وَالْحَمْرَاءِ، وَبِعُمَرِكُمْ، وَبِعُثْمَانِنَا‏.‏

فَصْلٌ

‏(‏وَمَا لَا يَظْهَرُ‏)‏ فِيهِ الْإِعْرَابُ قُدِّرَ فِي مَحَلِّهِ، وَذَلِكَ فِي نَحْوِ الْعَصَا، وَسُعْدَى مِمَّا حَرْفُ إعْرَابِهِ أَلْفٌ مَقْصُورَةٌ، وَالْقَاضِي، وَالْعَمَى فِي حَالَتَيْ الرَّفْعِ، وَالْجَرِّ‏.‏

فَصْلٌ

‏(‏وَالْإِعْرَابُ‏)‏ كَمَا يَكُونُ بِالْحَرَكَاتِ فَقَدْ يَكُونُ بِالْحُرُوفِ، وَذَلِكَ فِي الْأَسْمَاءِ السِّتَّةِ مُضَافَةً، وَهِيَ أَخُوهُ، وَأَبُوهُ، وُفُوهُ، وَحَمُوهَا، وَهَنُوهُ، وَذُو مَالٍ تَقُولُ‏:‏ جَاءَنِي أَبُوهُ، وَرَأَيْت أَبَاهُ، وَمَرَرْت بِأَبِيهِ وَفِي كِلَا مُضَافًا إلَى مُضْمَرَتِهِ تَقُولُ‏:‏ جَاءَنِي كِلَاهُمَا، وَرَأَيْت كِلَيْهِمَا، وَمَرَرْت بِكِلَيْهِمَا وَأَمَّا إذَا أُضِيفَ إلَى مُظْهَرٍ فَحُكْمُهُ حُكْمُ الْعَصَا، وَالرَّحَى وَفِي التَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ تَقُولُ‏:‏ جَاءَنِي مُسْلِمَانِ، وَمُسْلِمُونَ وَرَأَيْت مُسْلِمَيْنِ، وَمُسْلِمِينَ، وَمَرَرْت بِمُسْلِمَيْنِ، وَمُسْلِمِينَ‏.‏

فَصْلٌ

‏(‏وَاعْلَمْ‏)‏ أَنْ الرَّفْعَ عَلَمُ الْفَاعِلِيَّةِ، وَالنَّصْبَ عَلَمُ الْمَفْعُولِيَّةِ، وَالْجَرَّ عَلَمُ الْإِضَافَةِ ‏(‏فَالْفَاعِلُ‏)‏‏:‏ مَا أُسْنِدَ إلَيْهِ الْفِعْلُ مُقَدَّمًا عَلَيْهِ وَيَكُونُ مُظْهَرًا نَحْوَ نَصَرَ زَيْدٌ، ‏(‏وَمُضْمَرًا‏)‏ نَحْوَ نَصَرَتْ، وَزَيْدٌ نَصَرَ، ‏(‏وَمِمَّا أُلْحِقَ بِهِ الْمُبْتَدَأُ، وَالْخَبَرُ‏)‏، وَهُمَا الِاسْمَانِ الْمُجَرَّدَانِ مِنْ الْعَوَامِلِ اللَّفْظِيَّةِ لِلْإِسْنَادِ، وَرَافِعُهُمَا الِابْتِدَاءُ، وَهُوَ جَعْلُ الِاسْمِ أَوَّلًا لِلثَّانِي، وَذَلِكَ الثَّانِي حَدِيثٌ عَنْهُ نَحْوَ زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ، وَاَللَّهُ إلَهُنَا، وَمُحَمَّدٌ نَبِيُّنَا ‏(‏وَالْمَفْعُولُ‏)‏‏:‏ مَا أَحْدَثَهُ الْفَاعِلُ، أَوْ فَعَلَ بِهِ، أَوْ فِيهِ، أَوْ لَهُ، أَوْ مَعَهُ، كَقَوْلِك‏:‏ قُمْت قِيَامًا، وَضَرَبْتُ زَيْدًا، وَخَرَجْتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَصَلَّيْت أَمَامَ الْمَسْجِدِ، وَضَرَبْتُهُ تَأْدِيبًا، وَكُنْت وَزَيْدًا‏.‏ وَيُسَمَّى الْمَنْصُوبُ فِي الْمِثَالِ الْأَوَّلِ‏:‏ ‏(‏الْمَفْعُولَ الْمُطْلَقَ‏)‏ لِكَوْنِهِ غَيْرَ مُقَيَّدٍ بِالْجَارِّ، وَفِي الثَّانِي‏:‏ ‏(‏الْمَفْعُولَ بِهِ‏)‏، وَفِي الثَّالِثِ، وَالرَّابِعِ‏:‏ ‏(‏الْمَفْعُولَ بِهِ‏)‏، وَهُوَ الظَّرْفُ الزَّمَانِيُّ، وَالْمَكَانِيُّ، وَفِي الْخَامِسِ‏:‏ ‏(‏الْمَفْعُولَ لَهُ‏)‏، وَفِي السَّادِسِ‏:‏ ‏(‏الْمَفْعُولَ بِهِ‏)‏ ‏(‏وَالْمَفْعُولُ بِهِ‏)‏ هُوَ الْفَارِقُ بَيْنَ اللَّازِمِ وَالْمُتَعَدِّي ‏(‏وَمِمَّا أُلْحِقَ بِهِ الْحَالُ‏)‏‏:‏ وَهِيَ هَيْئَةُ بَيَانِ الْفَاعِلِ أَوْ الْمَفْعُولِ ‏(‏وَالتَّمْيِيزُ‏)‏‏:‏ رَفْعُ الْإِبْهَامِ عَنْ الْجُمْلَةِ نَحْوَ‏:‏ طَابَ زَيْدٌ نَفْسًا، وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا ‏(‏وَالْإِضَافَةُ‏)‏‏:‏ نِسْبَةُ شَيْءٍ إلَى شَيْءٍ، وَذَلِكَ عَلَى ضَرْبَيْنِ‏:‏ إضَافَةُ فِعْلٍ أَوْ مَعْنَاهُ إلَى اسْمٍ، وَذَلِكَ لَا يَكُونُ إلَّا بِوَاسِطَةِ حَرْفِ الْجَرِّ نَحْوَ مَرَرْتُ بِزَيْدٍ، وَزَيْدٌ فِي الدَّارِ‏.‏ ‏(‏وَالثَّانِي‏)‏‏:‏ إضَافَةُ اسْمٍ إلَى اسْمٍ، وَذَلِكَ أَنْ تَجْمَعَ بَيْنَهُمَا فَتَجُرَّ الثَّانِي مِنْهُمَا بِالْأَوَّلِ، وَتُسْقِطَ التَّنْوِينَ، وَنُونَيْ التَّثْنِيَةِ، وَالْجَمْعِ مِنْ الْأَوَّلِ فَتَقُولُ‏:‏ غُلَامُ زَيْدٍ، وَصَاحِبَاكَ، وَصَالِحُو قَوْمِكَ، وَيُسَمَّى الْأَوَّلُ مُضَافًا، وَالثَّانِي مُضَافًا إلَيْهِ، وَهُوَ لَا يَكُونُ إلَّا مَجْرُورًا، ‏(‏وَهَذِهِ الْإِضَافَةُ‏)‏ تُسَمَّى مَعْنَوِيَّةً، وَهِيَ الَّتِي بِمَعْنَى اللَّامِ أَوْ بِمَعْنَى الْمُضَافِ، وَلِهَذَا لَا يَجُوزُ فِيهِ الْأَلِفُ، وَاللَّامُ فَلَا يُقَالُ الْغُلَامُ زَيْدٍ ‏(‏وَأَمَّا اللَّفْظِيَّةُ‏)‏ فَهِيَ إضَافَةُ الصِّفَةِ إلَى فَاعِلِهَا أَوْ مَفْعُولِهَا، ‏(‏وَحُكْمُهَا‏)‏ التَّخْفِيفُ لَا التَّعْرِيفُ، وَلِهَذَا يَجُوزُ الْجَمْعُ بَيْنَهَا، وَبَيْنَ الْأَلِفِ، وَاللَّامِ نَحْوُ الْحَسَنُ الْوَجْهِ، وَالضَّارِبُ الرَّجُلِ، وَفِي التَّنْزِيلِ، ‏{‏وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ‏}‏‏.‏

فَصْلٌ

‏(‏التَّوَابِعُ‏)‏ وَهِيَ خَمْسَةٌ‏:‏ ‏(‏الْأَوَّلُ‏:‏ التَّوْكِيدُ‏)‏ نَحْوَ‏:‏ جَاءَنِي زَيْدٌ زَيْدٌ، وَزَيْدٌ نَفْسُهُ، وَالْقَوْمُ كُلُّهُمْ، وَأَجْمَعُونَ، وَلَا يُؤَكَّدُ النَّكِرَاتُ ‏(‏وَالثَّانِي‏:‏ الْبَدَلُ‏)‏ وَهُوَ أَرْبَعَةٌ‏:‏ ‏(‏بَدَلُ الْكُلِّ مِنْ الْكُلِّ‏)‏‏:‏ نَحْوَ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ‏:‏ ‏{‏لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ‏}‏ ‏(‏وَبَدَلُ الْبَعْضِ مِنْ الْكُلِّ‏)‏‏:‏ نَحْوَ مَرَرْتُ بِالْقَوْمِ ثُلُثَيْهِمْ ‏(‏وَبَدَلُ الِاشْتِمَالِ‏)‏‏:‏ نَحْوَ سُلِبَ زَيْدٌ ثَوْبُهُ، وَفِي التَّنْزِيلِ ‏{‏يَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ‏}‏، ‏(‏وَبَدَلُ الْغَلَطِ‏)‏ نَحْوَ مَرَرْت بِرَجُلٍ حِمَارٍ، وَتُبْدَلُ النَّكِرَةُ مِنْ الْمَعْرِفَةِ، وَعَلَى الْعَكْسِ، وَشَرْطُ النَّكِرَةِ الْمُبْدَلَةِ أَنْ تَكُونَ مَوْصُوفَةً ‏(‏وَالثَّالِثُ‏:‏ عَطْفُ الْبَيَانِ‏)‏‏:‏ وَهُوَ أَنْ تُتْبِعَ الْمَذْكُورَ بِأَشْهَرِ اسْمَيْهِ كَقَوْلِهِ‏:‏ أَقْسَمَ بِاَللَّهِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ ‏(‏وَالرَّابِعُ‏:‏ الْعَطْفُ بِالْحَرْفِ‏)‏‏:‏ نَحْوُ جَاءَنِي زَيْدٌ، وَعُمَرُ، وَحُرُوفُهُ تُذْكَرُ فِي بَابِهَا ‏(‏الْخَامِسُ‏:‏ الصِّفَةُ‏)‏‏:‏ وَهِيَ الِاسْمُ الدَّالُّ عَلَى بَعْضِ أَحْوَالِ الذَّاتِ، وَهِيَ تَتْبَعُ الْمَوْصُوفَ فِي إعْرَابِهِ، وَإِفْرَادِهِ، وَتَثْنِيَتِهِ، وَجَمْعِهِ، وَتَعْرِيفِهِ، وَتَنْكِيرِهِ، وَتَذْكِيرِهِ، وَتَأْنِيثِهِ إذَا كَانَتْ فِعْلًا لَهُ تَقُولُ‏:‏ رَجُلٌ صَالِحٌ، وَرَجُلَانِ صَالِحَانِ، وَرِجَالٌ صَالِحُونَ، وَالرَّجُلُ الصَّالِحُ، وَالْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، وَالنِّسَاءُ الصَّالِحَاتُ، وَقَوْلُهُ‏:‏ إذَا كَانَتْ فِعْلًا لَهُ احْتِرَازٌ عَنْ، وَصْفِ الشَّيْءِ بِفِعْلِ سَبَبِهِ كَقَوْلِك رَجُلٌ حَسَنٌ وَجْهُهُ، وَكَرِيمٌ آبَاؤُهُ، وَمُؤَدَّبٌ خُدَّامُهُ فَإِنَّ ذَلِكَ يَتْبَعُهُ فِي الْإِعْرَابِ، وَالتَّعْرِيفِ، وَالتَّنْكِيرِ فَحَسْبُ، وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى ‏{‏الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا‏}‏‏.‏

فَصْلٌ

‏(‏وَإِعْرَابُ‏)‏ الْفِعْلِ عَلَى الرَّفْعِ، وَالنَّصْبِ، وَالْجَزْمِ ‏(‏فَارْتِفَاعُهُ‏)‏ بِالْمَعْنَى، وَهُوَ وُقُوعُهُ مَوْقِعَ الِاسْمِ نَحْوَ‏:‏ زَيْدٌ يَضْرِبُ ‏(‏وَانْتِصَابُهُ وَانْجِزَامُهُ‏)‏ بِالْحُرُوفِ وَسَتُذْكَرُ وَأَمَّا نَحْوَ يَفْعَلَانِ، وَتَفْعَلَانِ، وَيَفْعَلُونَ، وَتَفْعَلُونَ، وَتَفْعَلِينَ فَعَلَامَةُ الرَّفْعِ فِيهِ إثْبَاتُ النُّونِ، وَسُقُوطُهَا عَلَامَةُ الْجَزْمِ، وَالنَّصْبِ ‏(‏وَالْمَبْنِيُّ‏)‏‏:‏ مَا لَزِمَ آخِرُهُ وَجْهًا وَاحِدًا، وَهُوَ جَمِيعُ الْحُرُوفِ، وَأَكْثَرُ الْأَفْعَالِ وَهُوَ الْمَاضِي، وَالْأَمْرُ الْمُخَاطَبُ، وَبَعْضُ الْأَسْمَاءِ نَحْوَ كَمْ، وَمَنْ، وَكَيْفَ، وَأَيْنَ، وَمَا فِي مَعْنَى الَّذِي أَوْ تَضَمَّنَ مَعْنَاهُ ‏(‏وَالْبِنَاءُ‏)‏ لَازِمٌ، وَعَارِضٌ ‏(‏فَاللَّازِمُ‏)‏ مَا ذُكِرَ، ‏(‏وَالْعَارِضُ‏)‏ فِي نَحْوِ غُلَامِي، وَلَا رَجُلَ فِي الدَّارِ، وَيَا زَيْدُ، وَخَمْسَةَ عَشَرَ مِنْ الْأَسْمَاءِ، وَمِنْ الْأَفْعَالِ الْمُضَارِعُ إذَا اتَّصَلَ بِهِ ضَمِيرُ جَمَاعَةِ الْمُؤَنَّثِ نَحْوَ هُنَّ يَفْعَلْنَ، وَنُونُ التَّوْكِيدِ نَحْوَ هَلْ يَفْعَلَنَّ ‏؟‏‏.‏

فَصْلٌ

‏(‏السَّاكِنَانِ‏)‏ لَا يَجْتَمِعَانِ، وَالسَّاكِنُ إذَا حُرِّكَ حُرِّكَ بِالْكَسْرِ وَحُذِفَ أَيْ‏:‏ حُذِفَ الْحَرْفُ السَّاكِنِ فِي نَحْوِ قُلْ الْحَقَّ، وَمَرَرْت بِغُلَامَيْ الْحَسَنِ، وَجَاءَنِي غُلَامَا الْقَاضِي، وَصَالِحُوا الْقَوْمِ، وَبِصَالِحِي الْقَوْمِ بِإِسْقَاطِ الْأَلِفِ وَالْوَاوِ، وَالْيَاءِ لَفْظًا لَا خَطًّا، ‏(‏وَكُلُّ كَلِمَةٍ‏)‏ إذَا وَقَفْت عَلَيْهَا أَسْكَنْت آخِرَهَا إلَّا مَا كَانَ مُنَوَّنًا فَإِنَّك تُبْدِلُ مِنْ تَنْوِينِهِ أَلِفًا حَالَةَ النَّصْبِ نَحْوَ رَأَيْت زَيْدًا، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

الْبَابُ الثَّانِي

فَصْلٌ

‏(‏مِمَّا يَخْتَصُّ‏)‏ بِالْأَسْمَاءِ‏:‏ التَّثْنِيَةُ‏:‏ ثُنِّيَ الِاسْمُ أُلْحِقَ بِآخِرِهِ أَلِفٌ أَوْ يَاءٌ مَفْتُوحٌ مَا قَبْلَهَا، وَنُونٌ مَكْسُورَةٌ الْأَلِفُ حَالَةَ الرَّفْعِ عَلَامَةُ التَّثْنِيَةِ، وَالْيَاءُ حَالَةَ النَّصْبِ وَالْجَرِّ كَذَلِكَ، وَالنُّونُ عِوَضٌ عَنْ الْحَرَكَةِ وَالتَّنْوِينِ، وَلَا تَسْقُطُ تَاءُ التَّأْنِيثِ إلَّا فِي كَلِمَتَيْنِ‏:‏ خُصْيَانِ، وَأَلْيَانِ، وَقَدْ جَاءَنَا عَلَى الْأَصْلِ، وَهُوَ الْقِيَاسُ لِأَنَّ حَقَّ الْمُثَنَّى أَنْ تَكُونَ صِيغَةُ الْمُفْرَدِ فِيهِ مَحْفُوظَةً إلَّا مَا فِي آخِرِهِ أَلِفٌ، وَذَلِكَ لِأَنَّهَا إنْ كَانَتْ ثَالِثَةً رُدَّتْ إلَى أَصْلِهَا نَحْوَ عَصَوَانِ، وَرَحَيَانِ، وَإِنْ كَانَتْ رَابِعَةً فَصَاعِدًا لَمْ تُقْلَبْ إلَّا يَاءً نَحْوَ أَعْشَيَانِ، وَحُبْلَيَانِ، وَالْأُولَيَانِ، وَعَلَى ذَا قَوْلُهُمْ‏:‏ الْأُخْرَوَانِ لَحْنٌ، وَإِنَّمَا الصَّوَابُ الْأُخْرَيَانِ، وَإِنْ كَانَتْ مَمْدُودَةً لِلتَّأْنِيثِ كَحَمْرَاءَ، وَصَحْرَاءَ قُلِبَتْ، وَاوًا نَحْوَ حَمْرَوَانِ، وَصَحْرَاوَانِ، وَمَا عَدَاهَا بَاقٍ عَلَى حَالِهِ، وَيُثَنَّى الْجَمْعُ عَلَى تَأْوِيلِ الْجَمَاعَتَيْنِ، وَالْفَرِيقَيْنِ، ‏(‏وَمِنْهُ‏)‏ الْحَدِيثُ ‏"‏ مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَالشَّاةِ الْعَائِرَةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ ‏"‏، وَقَالَ أَبُو النَّجْمِ‏:‏ بَيْن رِمَاحَيْ مَالِكٍ وَنَهْشَلٍ وَعَلَيْهِ قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ -‏:‏ فَإِنْ كَانَ إحْدَى الْبِلَادَيْنِ خَيْرًا مِنْ الْأُخْرَى ‏(‏وَالْجَمْعُ‏)‏ عَلَى ضَرْبَيْنِ‏:‏ ‏(‏مُصَحَّحٌ‏)‏‏:‏ وَهُوَ مَا صَحَّ بِنَاءُ وَاحِدِهِ ‏(‏وَمُكَسَّرٌ‏)‏‏:‏ وَهُوَ خِلَافُ ذَلِكَ ‏(‏فَالْأَوَّلُ‏)‏‏:‏ عَلَى ضَرْبَيْنِ‏:‏ مُذَكَّرٌ، وَمُؤَنَّثٌ ‏(‏فَالْمُذَكَّرُ‏)‏ يَلْحَقُ آخِرَهُ وَاوٌ مَضْمُومٌ مَا قَبْلَهَا أَوْ يَاءٌ مَكْسُورٌ مَا قَبْلَهَا، وَنُونٌ مَفْتُوحَةٌ فَالْوَاوُ حَالَةَ الرَّفْعِ عَلَامَةُ الْجَمْعِ، وَالْيَاءُ حَالَةَ الْجَرِّ، وَالنَّصْبِ كَذَلِكَ، وَالنُّونُ عِوَضٌ مِنْ الْحَرَكَةِ وَالتَّنْوِينِ ‏(‏الِاسْمُ‏)‏ الَّذِي فِي آخِرِهِ أَلِفٌ إذَا جُمِعَ بِالْوَاوِ، وَالنُّونِ حُذِفَتْ أَلِفُهُ، وَتُرِك مَا قَبْلَهَا عَلَى الْفَتْحِ كَقَوْلِهِمْ‏:‏ الْأَعْلَوْنَ، وَمَرَرْت بِالْأَعْلَيْنَ، وَرَأَيْت الْأَعْلَيْنَ، وَكَذَلِكَ الْمُصْطَفَوْنَ، وَالْمُرْتَضَوْنَ، وَالْمُصْطَفَيْنَ، وَالْمُرْتَضَيْنَ، وَعَلَى ذَا قَوْلُهُمْ‏:‏ هَذَا مَا شَهِدَ عَلَيْهِ الشُّهُودُ الْمُسَمَّوْنَ بِفَتْحِ الْمِيمِ، وَإِذَا كَانَ فِي آخِرِهِ يَاءٌ مَكْسُورٌ مَا قَبْلَهَا كَالْقَاضِي، وَالْغَازِي حُذِفَتْ يَاؤُهُ، وَضُمَّ مَا قَبْلَ الْوَاوِ، وَكُسِرَ مَا قَبْلَ الْيَاءِ فَقِيلَ‏:‏ هُمْ قَاضُونَ، وَغَازُونَ، وَمَرَرْت بِقَاضِينَ، وَغَازِينَ، وَكَذَا الْمُصْطَفُونَ، وَالْمُرْتَضُونَ، وَالْمُصْطَفِينَ، وَالْمُرْتَضِينَ‏.‏ ‏(‏وَأَمَّا الْمُؤَنَّثُ‏)‏‏:‏ فَتَلْحَقُ آخِرَهُ أَلِفٌ، وَتَاءٌ، وَهَذِهِ التَّاءُ مَرْفُوعَةٌ حَالَةَ الرَّفْعِ، وَمَكْسُورَةٌ حَالَةَ الْجَرِّ، وَالنَّصْبِ، وَالْأَلِفُ الثَّالِثَةُ لَا مَا يُرَدُّ إلَى أَصْلِهَا كَصَلَوَاتٍ، وَزَكَوَاتٍ، وَحَصَيَاتٍ وَأَمَّا حَصَايَاتٌ كَمَا فِي السِّيَرِ فَخَطَأٌ لِأَنَّ أَصْلَهَا صَلَاةٌ لِأَنَّهَا مُشْتَقَّةٌ مِنْ الصَّلَوَيْنِ، وَالرَّابِعَةُ فَصَاعِدًا إلَّا مَا كَانَتْ زَائِدَةً لَا تُقْلَبُ إلَّا يَاءً كَمَوْلَيَاتٍ، وَحُبْلَيَاتٍ، وَالْفُضْلَيَاتِ، وَالْمَمْدُودَةُ إذَا كَانَتْ زَائِدَةً لِلتَّأْنِيثِ قُلِبَتْ، وَاوًا كَصَحْرَوَاتٍ، وَبَيْدَاوَاتٍ وَأَمَّا فِي الصِّفَاتِ فَالتَّكْسِيرُ لَا غَيْرُ كَحُمْرٍ وَصُفْرٍ وَأَمَّا الْخَضْرَاوَاتُ فِي الْحَدِيثِ فَلِجَرْيِهَا مَجْرَى الْأَسْمَاءِ ‏(‏وَالْأَوَّلُ‏)‏‏:‏ مُخْتَصٌّ بِأُولِي الْعِلْمِ فِي أَسْمَائِهِمْ، وَصِفَاتِهِمْ كَالْمُسْلِمِينَ، وَالزَّيْدِينَ إلَّا مَا جَاءَ مِنْ نَحْوِ سِنِينَ، وَأَرْضِينَ، ‏(‏وَالثَّانِي‏)‏‏:‏ عَامٌّ فِيهِمْ، وَفِي غَيْرِهِمْ كَالْمُسْلِمَاتِ، وَالْهِنْدَاتِ، وَالْحَمَّامَاتِ، وَالرَّايَاتِ، وَكَذَا الْمُكَسَّرُ كَرِجَالٍ، وَجِمَالٍ، وَظُرُفٍ، وَأَشْرَافٍ ‏(‏وَالْجَمْعُ الْمُصَحَّحُ‏)‏، وَمَا كَانَ عَلَى الْمُكَسَّرِ عَلَى أَفْعَلَ كَ ‏"‏ أَفْلَسَ ‏"‏، وَأَفْعَالٍ كَأَفْرَاخٍ، وَأَفْعَلَةٍ كَأَلْسِنَةٍ، وَفِعْلَةٍ كَغِلْمَةٍ جَمْعُ قِلَّةٍ، ‏(‏وَمَا عَدَا ذَلِكَ‏)‏ جَمْعُ كَثْرَةٍ، وَالْمُرَادُ بِجَمْعِ الْقِلَّةِ الْعَشَرَةُ فَمَا دُونَهَا، وَكُلُّ اسْمٍ عَلَى فَعْلَةٍ إذَا جُمِعَ بِالْأَلِفِ، وَالتَّاءِ حُرِّكَتْ عَيْنُهُ بِالْفَتْحِ كَتَمَرَاتٍ، وَنَخَلَاتٍ، وَرَكَعَاتٍ، وَسَجَدَاتٍ، وَمَا كَانَ صِفَةً، أَوْ مُضَاعَفًا، أَوْ مُعْتَلَّ الْعَيْنِ يَأْتِي عَلَى السُّكُونِ كَعَبْلَاتٍ، وَضَخْمَاتٍ، وَجَدَّاتٍ، وَجَوْزَاتٍ، وَبَيْضَاتٍ، وَيُجْمَعُ الْجَمْعُ فَيُقَالُ‏:‏ أَكْلُبٌ، وَأَكَالِبُ، وَأَكَالِيبُ، وَأَعَارِبُ، وَأَعَارِيبُ، وَأَسْوِرَةٌ، وَأَسَاوِيرُ، وَآنِيَةٌ، وَأَوَانٍ، وَقَالُوا‏:‏ جِمَالَاتٌ، وَرِجَالَاتٌ، وَبُيُوتَاتٌ، وَطُرُقَاتٌ فِي جَمْعِ جِمَالٍ، وَرِجَالٍ، وَبَيْتٍ، وَطُرُقٍ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِقِيَاسٍ وَأَمَّا الْمَوَالِيَاتُ فَخَطَأٌ وَأَمَّا الْأَرْبَعِينَاتُ، وَالْخَمْسِينَاتُ إنْ كَانَ اسْتِعْمَالُهَا عَنْ عَلَمٍ خُرِّجَ لَهَا وَجْهٌ وَأَمَّا رُكُوعَاتٌ، وَسُجُودَاتٌ فَلِلْفَرْقِ بَيْنَهَا، وَبَيْنَ الرَّكَعَاتِ، وَالسَّجَدَاتِ الْعُرْفِيَّةِ‏.‏

فَصْلٌ

‏(‏الِاسْمُ الْمُفْرَدُ‏)‏ الَّذِي يَقَعُ عَلَى الْجَمْعِ فَمُيِّزَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاحِدِهِ بِالتَّاءِ غَالِبًا فِي الْأَشْيَاءِ الْمَخْلُوقَةِ دُونَ الْمَصْنُوعَةِ، وَذَلِكَ نَحْوَ تَمْرَةٍ، وَتَمْرٍ، وَنَخْلَةٍ، وَنَخْلٍ، وَبَقَرَةٍ، وَبَقَرٍ، وَحَمَامَةٍ، وَحَمَامٍ، وَدَجَاجَةٍ، وَدَجَاجٍ، وَنَحْوُ‏:‏ سَفِينَةٍ، وَسُفُنٍ، وَلَبِنَةٍ، وَلَبِنٍ قَلِيلٌ‏.‏

‏(‏التَّصْغِيرُ‏)‏‏:‏ الِاسْمُ الْمُعْرَبُ إذَا صُغِّرَ ضُمَّ أَوَّلُهُ، وَفُتِحَ ثَانِيه، وَأُلْحِقَ يَاءٌ ثَالِثَةٌ سَاكِنَةٌ نَحْوَ فُعَيْلٍ كَفُلَيْسٍ، وَفُعَيْعِلٍ كَدُرَيْهِمٍ، وَفُعَيْعِيلٍ كَدُنَيْنِيرٍ، وَقَالُوا‏:‏ حُيْمَالٌ، وَحُبَيْلَى، وَحُمَيْرَاءُ، وَسُكَيْرَانَ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى الْأَلِفَاتِ، وَتَقُولُ فِي مِيزَانٍ، وَبَابٍ، وَنَابٍ‏:‏ مُوَيْزِينٌ، وَبُوَيْبٌ، وَنُيَيْبٌ، وَفِي عِدَةٍ، وَزِنَةٍ، وُعَيْدَةٌ، وَوُزَيْنَةٌ، وَفِي أَخٍ، وَابْنٍ أُخَيٌّ، وَبُنَيٌّ يُرْجَعُ بِهَا إلَى الْأَصْلِ، وَتَاءُ التَّأْنِيثِ الْمُقَدَّرَةُ فِي الْبَابِ تَثْبُتُ فِي التَّصْغِيرِ كَيُدَيَّةٍ، وَعُيَيْنَةٍ، وَنُوَيْرَةٍ، وَدُوَيْرَةٍ فِي يَدٍ، وَعَيْنٍ، وَنَارٍ، وَدَارٍ إلَّا مَا شَذَّ مِنْ نَحْوِ قُرَيْشٍ، وَعُرَيْبٍ، وَلَا تَثْبُتُ فِي الرُّبَاعِيِّ كَعُقَيْرِبٍ إلَّا مَا شَذَّ مِنْ نَحْوِ قُدَيْدِيمَةٍ، وَوُرَيَّةٍ، ‏(‏وَجَمْعُ الْقِلَّةِ‏)‏ يُصَغَّرُ عَلَى بِنَائِهِ كَأُجَيْمَالٍ، وَأُلَيْسِنَةٍ، ‏(‏وَجَمْعُ الْكَثْرَةِ‏)‏ يُرَدُّ إلَى، وَاحِدِهِ، ثُمَّ يُجْمَعُ جَمْعَ السَّلَامَةِ نَحْوُ شُوَيْعِرُونَ، وَمُسَيْجِدَاتٍ، وَدُرَيْهِمَاتٍ فِي شُعَرَاءَ، وَمَسَاجِدَ، وَدَرَاهِمَ، وَعَلَى ذَا دُفَيْتِرَاتٌ، وَحُمَيْرَاتٌ فِي دَفَاتِرَ، وَحُمْرٍ، وَإِنْ كَانَ لَهُ جَمْعُ قِلَّةٍ رُدَّ إلَيْهِ نَحْوَ غُلَيْمَةٍ فِي غِلْمَانٍ، وَإِنْ شِئْت غُلَيْمُونَ، ‏(‏وَتَصْغِيرُ التَّرْخِيمِ‏)‏ أَنْ تَحْذِفَ الزَّائِدَةَ نَحْوَ زُهَيْرٍ فِي أَزْهَرَ، وَحُرَيْثٍ فِي حَارِثٍ‏.‏

التَّذْكِيرُ وَالتَّأْنِيثُ

‏(‏عَلَامَةُ‏)‏ التَّأْنِيثِ فِي الْأَسْمَاءِ الْمُتَمَكِّنَةِ شَيْئَانِ‏:‏ التَّاءُ الَّتِي تَنْقَلِبُ هَاءً فِي الْوَقْفِ، وَالْأَلِفُ الزَّائِدَةُ الْمَقْصُورَةُ فِي حُبْلَى، وَبُشْرَى أَوْ الْمَمْدُودَةِ فِي حَمْرَاءَ، وَصَحْرَاءَ ‏(‏وَالْمُذَكَّرُ، وَالْمُؤَنَّثُ‏)‏ كِلَاهُمَا حَقِيقِيٌّ، وَلَفْظِيٌّ، وَالْأَوَّلُ هُوَ الْخَلْقِيُّ كَالرَّجُلِ، وَالْمَرْأَةِ، وَالثَّانِي نَحْوُ الثَّوْبِ، وَالْعِمَامَةِ، وَالْحَقِيقِيُّ أَقْوَى، وَلِهَذَا أُنِّثَ فِعْلُهُ تَقَدَّمَ أَوْ تَأَخَّرَ نَحْوُ حَسُنَتْ الْمَرْأَةُ، وَالْمَرْأَةُ حَسُنَتْ، وَلَمْ يَجُزْ حَسُنَ الْمَرْأَةُ، وَجَازَ حَسُنَ الْعِمَامَةُ، وَطَلَعَ الشَّمْسُ، وَإِلْحَاقُ الْعَلَامَةِ لِلْفَرْقِ بَيْنَ الْمُذَكَّرِ، وَالْمُؤَنَّثِ ثُمَّ أُنِّثَ بِالشُّخُوصِ عَلَى تَأْوِيلِ الْأَنْفُسِ فِي الصِّفَاتِ هُوَ الْأَصْلُ نَحْوَ صَالِحٍ، وَصَالِحَةٍ، وَكَرِيمٍ، وَكَرِيمَةٍ، وَسَكْرَانَ، وَسَكْرَى، وَعَطْشَانَ، وَعَطْشَى، وَأَحْمَرَ، وَحَمْرَاءَ، وَأَبْيَضَ، وَبَيْضَاءَ وَأَمَّا حَائِضٌ، وَطَالِقٌ، وَمُرْضِعٌ، وَامْرَأَةٌ عَاشِقٌ، وَنَاقَةٌ ضَامِرٌ فَعَلَى تَأْوِيلِ شَخْصٍ أَوْ شَيْءٍ‏.‏

فَصْلٌ

‏(‏وَمِنْ الْأَسْمَاءِ الْمُؤَنَّثَةِ‏)‏ مَا لَا عَلَامَةَ فِيهِ، وَهِيَ أَنْوَاعٌ ‏(‏مِنْهَا‏)‏ النَّفْسُ، وَالْعَيْنُ، وَالنَّابُ، وَالْيَدُ، وَالْقَدَمُ، وَالسَّاقُ، وَالْعَقِبُ، وَالْعَضُدُ، وَالْكَفُّ، وَالْيَمِينُ، وَالشِّمَالُ، وَالذِّرَاعُ، وَالْكُرَاعُ، وَالْأُصْبُعُ، وَالْبِنْصِرُ، وَالْخِنْصِرُ، وَالْإِبْهَامُ، وَالضِّلَعُ، وَالْكَبِدُ، وَالْكَرِشُ، وَالْوَرِكُ، وَالْفَخِذُ، وَالِاسْتُ، وَالسَّهُ، وَالطِّبَاعُ، ‏(‏وَمِنْهَا‏)‏ الْقِدْرُ، وَالدَّارُ، وَالنَّارُ، وَالْفَأْسُ، وَالْكَأْسُ، وَالنَّعْلُ، وَالْفِهْرُ، وَالسُّوقُ، وَالْبِئْرُ، وَالْحَالُ، وَالْعِيرُ، وَالْأَرْضُ، وَالسَّمَاءُ، وَالشَّمْسُ، وَالرِّيحُ، وَأَسْمَاؤُهَا إلَّا الْإِعْصَارَ،، وَالْخَرَابُ، وَالْقَوْسُ، وَالسَّرَاوِيلُ، وَالْعُرُوضُ، وَالذُّنُوبُ، وَمُوسَى الْحَدِيدِ، وَالْمَنْجَنُونُ، وَالْمَنْجَنِيقُ، وَالْعَقْرَبُ، وَالْأَرْنَبُ، وَالْعُقَابُ، وَالْعَنَاقُ، وَالرَّحْلُ، وَالضَّبُعُ، وَالْأَفْعَى، وَالْعَنْكَبُوتُ، وَمِنْ مَحَاسِنِ هَذَا الْبَابِ مَسْأَلَةُ الشُّرُوطِ فِي تَذْكِيرِ الدَّارِ، وَمَا يُذَكَّرُ، وَيُؤَنَّثُ الْهُدَى، وَالنَّوَى، وَالسَّرَى، وَالْقَفَا، وَالْعُنُقُ، وَالْعَاتِقُ، وَالْإِبْطُ بِمَعْنَى الْكَلِمَةِ، وَاللِّسَانِ، وَالسُّلْطَانُ بِمَعْنَى الْحُجَّةِ، وَالسِّلْمُ، وَالسِّلَاحُ، وَدِرْعُ الْحَدِيدِ، وَالسِّكِّينُ، وَالدَّلْوُ، وَالصَّاعُ، وَالسَّبِيلُ، وَالطَّرِيقُ، وَالْمَنُونُ، وَالْفُلْكُ، وَالْمِسْكُ، وَالْحَانُوتُ، وَوَسْطُ الدَّارِ‏.‏

فَصْلٌ

‏(‏وَمِمَّا ذُكِّرَ‏)‏ لِكَوْنِهِ مَخْصُوصًا بِالرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ أَمِيرٌ، وَوَكِيلٌ، وَوَصِيٌّ، وَشَاهِدٌ، وَمُؤَذِّنٌ، ‏(‏وَالْأَلْفُ‏)‏ مُذَكَّرٌ فِي عَدَدِ الْمُؤَنَّثِ، وَغَيْرِهِ بِدَلِيلِ ثَلَاثَةِ آلَافٍ، وَمَنْ أَنَّثَ جَازَ عَلَى تَأْوِيلِ الدَّرَاهِمِ‏.‏

فَصْلٌ

‏(‏وَكُلُّ جَمْعٍ مُؤَنَّثٌ‏)‏ إلَّا مَا صَحَّ بِالْوَاوِ، وَالنُّونِ فِيمَنْ يُعْلَمُ تَقُولُ‏:‏ جَاءَ الرِّجَالُ، وَالنِّسَاءُ، وَجَاءَتْ الرِّجَالُ، وَالنِّسَاءُ، وَفِي التَّنْزِيلِ ‏{‏إذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ‏}‏، ‏(‏وَأَسْمَاءُ الْجُمُوعِ مُؤَنَّثَةٌ‏)‏ نَحْوَ الْإِبِلِ، وَالذُّوَّدِ، وَالْخَيْلِ، وَالْغَنَمِ، وَالْوَحْشِ، وَالْعَرَبِ، وَالْعَجَمِ، وَكَذَا كُلُّ مَا بَيْنَهُ، وَبَيْنَ، وَاحِدِهِ التَّاءُ أَوْ يَاءُ النِّسْبَةِ كَتَمْرٍ، وَنَخْلٍ، وَرُمَّانٍ فِي تَمْرَةٍ، وَنَخْلَةٍ، وَرُمَّانَةٍ، وَرُومِيٍّ، وَرُومٍ، وَبُخْتِيٍّ، وَبُخْتٍ‏.‏

فَصْلٌ

‏(‏الْأَعْدَادُ وَتَأْنِيثُهَا‏)‏ عَلَى عَكْسِ تَأْنِيثِ مَا عَلَيْهِ أَكْثَرُ الْكَلَامِ فَالتَّاءُ فِيهَا عَلَامَةُ التَّذْكِيرِ، وَسُقُوطُهَا عَلَامَةُ التَّأْنِيثِ، وَذَلِكَ مِنْ الثَّلَاثَةِ إلَى الْعَشَرَةِ تَقُولُ‏:‏ ثَلَاثَةُ رِجَالٍ، وَثَلَاثُ نِسْوَةٍ، وَفِي التَّنْزِيلِ‏:‏ ‏{‏فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ‏}‏، وَثَلَاثِ لَيَالٍ، وَفِي الشِّعْرِ، وَهِيَ ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ، وَأُصْبُعٍ، وَمَا قَبْلَ الثَّلَاثَةِ بَاقٍ عَلَى الْقِيَاسِ تَقُولُ‏:‏ وَاحِدٌ، وَوَاحِدَةٌ، وَاثْنَانِ، وَاثْنَتَانِ، وَإِذَا جَاوَزْت الْعَشَرَةَ أَسْقَطْت التَّاءَ مِنْ الْعَشَرَةِ فِي الْمُذَكَّرِ، وَأَثْبَتَّهَا فِي الْمُؤَنَّثِ، وَكَسَرْت الشِّينَ أَوْ سَكَّنْتهَا، وَمَا ضُمَّتْ إلَى الْعَشَرَةِ بَاقٍ عَلَى حَالِهِ لَا الْوَاحِدَةِ تَقُولُ‏:‏ فِي الْمُذَكَّرِ أَحَدَ عَشَرَ، وَاثْنَا عَشَرَ، وَثَلَاثَةَ عَشْرَ إلَى تِسْعَةَ عَشْرَ، وَفِي الْمُؤَنَّثِ إحْدَى عَشْرَةَ، وَاثْنَتَا عَشْرَةَ، وَثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَمَا فِي آخِرِهِ الْوَاوُ، وَالنُّونُ مُسْتَوْفِيَةٌ الْمُذَكَّرَ، وَالْمُؤَنَّثَ نَحْوُ الْعِشْرُونَ، وَالثَّلَاثُونَ، وَالْأَرْبَعُونَ، وَكَذَا الْمِائَةُ، وَالْأَلْفُ، وَقَالُوا الْأَوَّلُ، وَالْأُولَى، وَالثَّانِي، وَالثَّانِيَةُ، وَالْعَاشِرُ، وَالْعَاشِرَةُ فَعَادُوا إلَى أَصْلِ الْقِيَاسِ، وَالْحَادِي عَشَرَ، وَالْحَادِيَةَ عَشْرَ، وَالثَّانِي عَشَرَ، وَالثَّانِيَةَ عَشَرَ، وَالتَّاسِعَ عَشْرَ، وَالتَّاسِعَةَ عَشَرَ تَبْنِي الِاسْمَيْنِ عَلَى الْفَتْحِ كَمَا فِي أَحَدَ عَشَرَ‏.‏

فَصْلٌ

‏(‏وَبِكَوْنِ الْأَعْدَادِ مُبْهَمَةً تَحْتَاجُ إلَى مُمَيِّزٍ‏)‏ وَهُوَ عَلَى ضَرْبَيْنِ‏:‏ ‏(‏مَجْرُورٍ، وَمَنْصُوبٍ‏)‏

‏(‏فَالْمَجْرُورُ‏)‏ عَلَى ضَرْبَيْنِ‏:‏ مَجْمُوعٍ، ‏(‏وَمُفْرَدٍ‏)‏ ‏(‏فَالْمَجْمُوعُ‏)‏ مُمَيِّزُ الثَّلَاثَةِ إلَى الْعَشَرَةِ، وَحَقُّهُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ قِلَّةٍ نَحْوُ ثَلَاثَةِ أَفْلُسٍ، وَأَرْبَعَةِ أَغْلِمَةٍ، وَخَمْسَةِ أَثْوَابٍ إلَّا إذَا لَمْ يُوجَدْ أَيْ‏:‏ إذَا لَمْ يُوجَدْ جَمْعُ قِلَّةٍ نَحْوُ ثَلَاثَةِ شُسُوعٍ، وَعَشَرَةِ رِجَالٍ وَأَمَّا ثَلَاثَةُ قُرُوءٍ مَعَ، وِجْدَانِ الْأَقْرَاءِ فَلِكَوْنِهِ أَكْثَرَ اسْتِعْمَالًا، ‏(‏وَالْمُفْرَدُ‏)‏ مُمَيِّزُ الْمِائَةِ، وَالْأَلْفِ، وَمَا يَتَضَاعَفُ مِنْهُمَا، ‏(‏وَالْمَنْصُوبُ‏)‏ مُمَيِّزُ أَحَدَ عَشَرَ إلَى تِسْعَةٍ، وَتِسْعِينَ، وَلَا يَكُونُ إلَّا مُفْرَدًا تَقُولُ‏:‏ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا، وَإِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً، وَاثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا، وَتِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً، ‏(‏وَإِنْ أَرَدْت‏)‏ التَّعْرِيفَ قُلْت فِيمَا أُضِيفَ‏:‏ ثَلَاثَةُ الْأَثْوَابِ، وَمِائَةُ الدِّينَارِ، وَأَلْفُ الدَّرَاهِمِ عَلَى تَعْرِيفِ الثَّانِي، وَفِيمَا سِوَاهُ الْأَحَدَ عَشَرَ دِرْهَمًا، وَالْعِشْرُونَ دِينَارًا عَلَى تَعْرِيفِ الْأَوَّلِ‏.‏

‏(‏النِّسْبَةُ‏)‏ إذْ نَسَبْت إلَى اسْمٍ زِدْت فِي آخِرِهِ يَاءً مُشَدَّدَةً مَكْسُورًا مَا قَبْلَهَا، وَذَلِكَ عَلَى ضَرْبَيْنِ‏:‏ ‏(‏حَقِيقِيٍّ‏)‏‏:‏ كَهَاشِمِيٍّ، وَبَصْرِيٍّ ‏(‏وَلَفْظِيٍّ‏)‏‏:‏ نَحْوُ كُرْسِيٍّ، وُجُودِيٍّ، وَعُودِيٍّ وَتَغْيِيرَاتُ هَذَا الْبَابِ كَثِيرَةٌ، ‏(‏وَهِيَ عَلَى ضَرْبَيْنِ‏)‏‏:‏ قِيَاسِيٍّ، وَشَاذٍّ ‏(‏فَالْأَوَّلُ‏)‏‏:‏ حَذْفُ تَاءِ التَّأْنِيثِ، وَنُونَيْ التَّثْنِيَةِ، وَالْجَمْعِ كَبَصْرِيٍّ، وَكُوفِيٍّ، وَقِنَّسْرِيٍّ، وَنَصِيبِيٍّ، وَعَلَى ذَا السَّجْدَةُ الصَّلَاتِيَّةُ، وَالْأَمْوَالُ الزَّكَاتِيَّةُ، وَالْحُرُوفُ الشَّفَتِيَّةُ كُلُّهَا لَحْنٌ ‏(‏وَأَمَّا التَّاءُ‏)‏ الْمُبْدَلَةُ مِنْ الْوَاوِ فِي نَحْوِ بِنْتٍ، وَأُخْتٍ فَفِيهَا مَذْهَبَانِ‏:‏ إبْقَاؤُهَا عَلَى حَالِهَا، ‏(‏وَالثَّانِي‏)‏‏:‏ الْحَذْفُ وَالرُّجُوعُ إلَى الْأَصْلِ تَقُولُ‏:‏ بِنْتِي، وَأُخْتِي، وَبَنَوِيٌّ، وَأَخَوِيٌّ، وَعَلَى ذَا قَوْلِ الْفُقَهَاءِ الْأُخْتِيَّةُ صَحِيحٌ ‏(‏وَأَمَّا قَوْلُهُمْ‏)‏‏:‏ عَلَمٌ ذَاتِيٌّ، وَقُدْرَةٌ ذَاتِيَّةٌ فَقَدْ ذُكِرَ فِي بَابِ الذَّالِ، ‏(‏وَمِنْ الْقِيَاسِ‏)‏ فَتْحُ الْمَكْسُورِ كَنَمِرِيٍّ، وَدُؤَلِيٍّ فِي نَمِرٍ، وَدُئِلَ، ‏(‏وَحَذْفُ يَاءِ فَعَيْلَةٍ‏)‏ كَحَنَفِيٍّ، وَمَدَنِيٍّ إلَى أَبِي حَنِيفَةَ، وَالْمَدِينَةِ، وَالْفَرْضِيِّ إلَى الْفَرِيضَةِ إلَّا مَا كَانَ مُضَاعَفًا أَوْ مُعْتَلَّ الْعَيْنِ كَشَدِيدِيٍّ، وَطَوِيلِيٍّ، وَكَذَا فُعَيْلَةٌ بِالضَّمِّ كَجُهَنِيٍّ فِي جُهَيْنَةَ، وَعُرَنِيٍّ فِي عُرَيْنَةَ، وَهُمَا قَبِيلَتَانِ‏.‏ وَأَمَّا فُعَيْلٍ بِلَا هَاءٍ لَا تَغَيُّرَ كَحُنَيْفِيٍّ إلَى الْحُنَيْفِ، وَعَلَيْهِ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، وَأَنَا الشَّيْخُ الْحُنَيْفِيُّ، وَكَذَا مُقْبِلٌ بِالضَّمِّ كَهُذَيْلِيٍّ إلَى هُذَيْلٍ، وَفَعِيلٍ إذَا كَانَ مُعْتَلَّ اللَّامِ كَعَلَوِيٍّ، وَعَدَوِيٍّ إلَى عَلِيٍّ، وَعَدِيٍّ، وَكَذَا فُعَيْلٍ، وَفُعَيْلَةٍ مِنْ الْمُعْتَلِّ كَقُصَوِيٍّ، وَأُمَوِيٍّ إلَى قُصَيٍّ، وَأُمَيَّةَ، ‏(‏وَمِنْ الْخَطَإِ الظَّاهِرِ‏)‏ فِي هَذَا الْبَابِ قَوْلُهُمْ‏:‏ اقْتِدَاءُ حَنِيفِيِّ الْمَذْهَبِ بِشَفْعَوِيِّ الْمَذْهَبِ، وَإِنَّمَا الصَّوَابُ حَنَفِيُّ الْمَذْهَبِ كَمَا مَرَّ آنِفًا، وَالشَّافِعِيُّ الْمَذْهَبِ فِي النِّسْبَةِ إلَى شَافِعِيِّ الْمَوْلِدِ عَلَى حَذْفِ يَاءِ النِّسْبَةِ مِنْ الْمَنْسُوبِ إلَيْهِ‏.‏

فَصْلٌ

وَالْأَلِفُ الثَّالِثَةُ تُقْلَبُ، وَاوًا سَوَاءٌ كَانَتْ مِنْ وَاوٍ أَوْ يَاءٍ كَرَحَوِيٍّ، وَعَصَوِيٍّ وَالرَّابِعَةُ الْمُنْقَلِبَةُ مِنْ حُرُوفِ أَصْلٍ تُقْلَبُ كَمَعْنَوِيٍّ، وَمَوْلَوِيٍّ وَفِي الرَّابِعَةِ الزَّائِدَةِ الْحَذْفُ، وَالْقَلْبُ كَحُبْلَى، وَحُبْلَوِيٍّ، وَدُنْيَا، وَدُنْيَوِيٍّ وَأَمَّا دُنْيَاوِيٌّ بِزِيَادَةِ الْأَلِفِ فَلِلْفَصْلِ بَيْنَ الْيَاءِ، وَالْوَاوِ، وَلَيْسَ فِيمَا وَرَاءَ الرَّابِعَةِ إلَّا الْحَذْفُ، وَالْأَلِفُ الْمَمْدُودَةُ تَثْبُتُ، وَلَا تُقْلَبُ إلَّا لِلتَّأْنِيثِ كَحَمْرَاوِيٍّ، وَصَحْرَاوِيٍّ وَمِنْ التَّغْيِيرِ الشَّاذِّ‏:‏ ثَقَفِيٌّ، وَقُرَشِيٌّ، وَمَنْبَجَابِيٌّ إلَى مَنْبِجٍ، وإسكندراني إلَى إسْكَنْدَرِيَّةَ، وَحَرُورِيٌّ إلَى حَرُورَاءَ وَبَحْرَانِيٌّ إلَى بَحْرِ الرُّومِ ‏(‏وَأَمَّا الْبَحْرَانِيُّ‏)‏ إلَى الْبَحْرَيْنِ فَعَلَى قَوْلِ مَنْ جَعَلَ النُّونَ مُعْتَقَبَ الْإِعْرَابِ، وَمِمَّا غُيِّرَ لِلْفَرْقِ الدَّهْرِيِّ لِلْقَائِلِ بِقِدَمِ الدَّهْرِ، وَالدَّهْرِيُّ لِلْمُسِنِّ، وَقَدْ يُعَوَّضُ مِنْ إحْدَى يَاءَيْ النَّسَبِ الْأَلِفُ فَيُقَالُ‏:‏ الْيَمَانِيُ بِالتَّخْفِيفِ، ‏(‏وَمِنْهُ‏)‏ الثَّمَانِيُ، وَالرُّبَاعِيُ‏.‏

فَصْلٌ

‏(‏وَيُنْسَبُ‏)‏ إلَى الصَّدْرِ مِنْ الْمُرَكَّبِ فَيُقَالُ‏:‏ حَضَرِيُّ مَوْتَ، وَمَعْدِيُّ كَرِبَ، وَكَذَا فِي نَحْوِ خَمْسَةَ عَشَرَ، وَاثْنَا عَشَرَ اسْمُ رَجُلٍ خَمْسِيٌّ، وَاثْنِيٌّ، وَثَنَوِيٌّ وَأَمَّا إذَا كَانَ لِلْعَدَدِ فَلَا يَجُوزُ لِأَدَائِهِ إلَى اللَّبْسِ هَكَذَا نَصَّ سِيبَوَيْهِ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ، وَعَنْ أَبِي حَاتِمٍ أَنَّهُ أَجَازَ النِّسْبَةَ إلَيْهِمَا مُنْفَرِدَيْنِ فِرَارًا عَنْ اللَّبْسِ فَقَالَ ثَوْبُ أَحَدِيَّ عَشَرِيَّ أَيْ‏:‏ طُولُهُ أَحَدَ عَشَرَ شِبْرًا، وَفِي اثْنَيْ عَشَرَ اثْنَيَّ عَشَرِيَّ أَوْ ثَنَوِيَّ عَشَرِيَّ، وَكَأَنَّهُ قَاسَهُ عَلَى مَا أَنْشَدَ السِّيرَافِيُّ تَزَوَّجْتُهَا رَايَةً هُرْمُزِيَّةً بِفَضْلِ الَّذِي أَعْطَى الْأَمِيرُ مِنْ الْوَرِقِ، وَعَلَى هَذَا لَوْ قِيلَ فِي تِلْكَ الْمَسْأَلَةِ‏:‏ الِاثْنِيَّةُ الْعَشْرِيَّةُ أَوْ الثَّنَوِيَّةُ الْعَشْرَتِيَّةُ لَجَازَ‏.‏

فَصْلٌ

‏(‏وَلِلْعَرَبِ‏)‏ فِي النِّسْبَةِ إلَى الْأَسْمَاءِ الْمُضَافَةِ ‏(‏مَذْهَبَانِ‏)‏‏:‏ تَقُولُ فِي مِثْلِ أَبِي بَكْرٍ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ‏:‏ بَكْرِيٌّ، وَزُبَيْرِيٌّ، وَفِي مِثْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ، وَعَبْدِ شَمْسٍ‏:‏ امْرِئِيٌّ، وَعَبْدِيٌّ، ‏(‏وَرُبَّمَا‏)‏ أَخَذَتْ بَعْضَ الْأَوَّلِ، وَبَعْضَ الثَّانِي، وَرَكَّبَتْهُمَا، وَجَعَلَتْ مِنْهُمَا اسْمًا، وَاحِدًا فَتَقُولُ فِي عَبْدِ الْقَيْسِ وَعَبْدِ الدَّارِ‏:‏ عَبْقَسِيٌّ وَعَبْدَرِيٌّ، وَهَذَا لَيْسَ بِقِيَاسٍ، وَإِنَّمَا يُسْمَعُ فَحَسْبُ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ‏:‏ عُثْمَانِيٌّ عَبْشَمِيٌّ‏.‏

فَصْلٌ

إذَا نُسِبَ إلَى الْجَمْعِ وَاحِدُهُ فَقِيلَ‏:‏ فَرْضِيٌّ، وَمُصْحَفِيٌّ، وَمَسْجِدِيٌّ لِلْعَالِمِ بِمَسَائِلِ الْفَرَائِضِ، وَاَلَّذِي يَقْرَأُ مِنْ الْمَصَاحِفِ، وَيُلَازِمُ الْمَسَاجِدَ، وَإِنَّمَا يُرَدُّ لِأَنَّ الْغَرَضَ الدَّلَالَةُ عَلَى الْجِنْسِ، وَالْوَاحِدُ يَكْفِي فِي ذَلِكَ وَأَمَّا مَا كَانَ عَلَمًا كَأَنْمَارِيٍّ، وَكِلَابِيٍّ، وَمَعَافِرِيٍّ، وَمَدَائِنِيٍّ فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ، وَكَذَا مَا كَانَ جَارِيًا مَجْرَى الْعَلَمِ كَأَنْصَارِيٍّ، وَأَعْرَابِيٍّ‏.‏

فَصْلٌ

‏(‏وَالْأَسْمَاءُ‏)‏ الْمُتَّصِلَةُ بِالْأَفْعَالِ ‏(‏الْمَصْدَرُ‏)‏ وَهُوَ الِاسْمُ الَّذِي يَصْدُرُ عَنْهُ الْفِعْلُ، وَبِنَاؤُهُ ‏(‏مِنْ الثُّلَاثِيِّ الْمُجَرَّدِ‏)‏ يَتَفَاوَتُ كَثِيرًا إلَّا أَنَّ الْغَالِبَ فِي مُتَعَدِّي فَعَلَ فِعْلٌ، وَفِي لَازِمِهِ فُعُولٌ، وَفِي لَازِمِ فَعِلَ بِالْكَسْرِ فِعْلٌ، وَفِي فَعُلَ بِالضَّمِّ فُعَالَةٌ‏.‏ ‏(‏وَأَمَّا الرُّبَاعِيَّةُ‏)‏، وَذَوَاتُ الزَّوَائِدِ فَقِيَاسُهُ فِيهَا مُطَّرِدٌ إلَّا أَنَّهُمْ قَالُوا فِي الْمُعْتَلِّ الْعَيْنِ مِنْ أَفْعَلَ، وَاسْتَفْعَلَ أَقَامَ إقَامَةً، وَاسْتَقَامَ اسْتِقَامَةً مُعَوِّضِينَ التَّاءَ مِنْ أَلِفِ الْمَصْدَرِ أَوْ الْعَيْنَ، ‏(‏وَبِنَاءُ الْمَرَّةِ‏)‏ مِنْ الثَّلَاثِي فَعْلَةٌ نَحْوُ ضَرَبَ ضَرْبَةً، وَشَرِبَ شَرْبَةً، وَقَامَ قَوْمَةً، وَرَمَى رَمْيَةً، وَمِنْهَا الرَّكْعَةُ، وَالسَّجْدَةُ، وَالطَّلْقَةُ، وَالْحَيْضَةُ وَبِنَاءُ الضَّرْبِ وَالْحَالُ فِعْلَةٌ بِالْكَسْرِ كَالْعِقْدَةِ، وَالرِّكْبَةِ، وَالْجِلْسَةِ، وَالْقِرْيَةِ، وَيَجِيءُ لِغَيْرِ الْحَالِ كَالدِّرْيَةِ، وَالْحِجَّةِ كَمَا يَجِيءُ فَعْلَةٌ لِغَيْرِ الْمَرَّةِ كَالرَّغْبَةِ، وَالرَّهْبَةِ ‏(‏وَاسْمُ الْفَاعِلِ‏)‏ بِنَاؤُهُ مِنْ فَعَلَ عَلَى فَاعِلٍ مُتَعَدِّيًا كَانَ أَوْ لَازِمًا، وَمِنْ فَعَلَ إذَا كَانَ مُتَعَدِّيًا فَاعِلٌ أَيْضًا كَحَامِدٍ، وَعَامِلٍ، وَعَالِمٍ، وَإِذَا كَانَ لَازِمًا عَلَى أَفْعَلَ كَأَنْجَلَ، وَأَحْوَلَ، وَمُؤَنَّثُهُ فَعْلَاءُ، وَجَمْعُهُمَا جَمِيعًا فُعَلَاءُ إلَّا مَا عَيْنُهُ يَاءٌ فَإِنَّهُ بِكَسْرِ الْفَاءِ لِأَجْلِ الْيَاءِ كَعِينٍ وَجِيدٍ، وَعَلَى فِعَلٍ كَفِرَقٍ، وَحِدَبٍ، ‏(‏وَقَدْ يَجْتَمِعَانِ‏)‏ كَحُدْبٍ، وَأَحْدُبٍ، وَكُدْرٍ، وَأَكْدُرٍ، ‏(‏وَعَلَى فَعْلَانَ‏)‏ كَعَطْشَانَ، وَرَيَّانَ، وَمُؤَنَّثُهُ فَعَلَى كَعَطْشَى، وَرَيَّا جَمْعُهُمَا فِعَالٍ كَعِطَاشٍ، وَرِيَاءٍ، وَعَلَى فَعِيلٍ كَظَرِيفٍ، وَشَرِيفٍ، وَعَلَى فَعْلٍ كَسَهْلٍ، وَصَعْبٍ، وَعَلَى فَعُلَ كَحَسُنَ، وَعَلَى فَعِلَ، وَأَفْعَلَ كَخَشِنَ، وَأَسْمَرَ، وَآدَمَ، ‏(‏وَمِنْ الرُّبَاعِيِّ، وَالْمَزِيدِ فِيهِ‏)‏ عَلَى، وَزْنِ مُضَارِعِهِ لَا تَصْنَعُ شَيْئًا غَيْرَ أَنْ تَضَعَ الْمِيمَ مَوْضِعَ الزَّائِدَةِ إلَّا فِي ثَلَاثِ أَبْوَابٍ تَفَعَّلَ، وَتَفَاعَلَ، وَتَفَعْلَلَ فَإِنَّك تَكْسِرُ الْحَرْفَ الرَّابِعَ فِي الْفَاعِلِ، وَهُوَ مَفْتُوحٌ فِي الْمُضَارِعِ‏.‏

‏(‏وَاسْمُ الْمَفْعُولِ‏)‏ مِنْ الثُّلَاثِيِّ عَلَى وَزْنِ مَفْعُولٍ كَمَنْصُورٍ، وَمَشْدُودٍ، وَمَقُولٍ، وَمَبِيعٍ، وَالْأَصْلُ مَقْوُولٌ، وَمَبْيُوعٌ ‏(‏وَاسْمُ الْمَفْعُولِ مِنْ الرُّبَاعِيِّ‏)‏، وَذَوَاتِ الزَّوَائِدِ عَلَى لَفْظِ مُضَارِعِهَا الْمَبْنِيِّ لِلْمَفْعُولِ بَعْدَ، وَضْعِ الْمِيمِ مَوْضِعَ الزَّوَائِدِ ‏(‏وَيُقَالُ‏)‏ لِمَا يَجْرِي عَلَى يَفْعَلُ مِنْ فِعْلِهِ اسْمُ الْفَاعِلِ وَلِمَا يَجْرِي عَلَى يُفْعَلُ اسْمُ الْمَفْعُولِ، وَلِمَا لَا يَجْرِي عَلَى وَاحِدٍ مِنْهُمَا‏.‏

‏(‏الصِّفَةُ الْمُشَبَّهَةُ‏)‏ نَحْوَ شَرِيفٍ، وَكَرِيمٍ، وَحَسَنٍ، وَحَرِبٍ، وَأَحْرَبَ، وَسَهْلٍ، وَصَعْبٍ، وَهَذِهِ الْأَرْبَعَةُ تَعْمَلُ عَمَلَ أَفْعَالِهَا تَقُولُ‏:‏ عَجِبْت مِنْ ضَرْبِ زَيْدٍ عَمْرًا، وَزَيْدٌ ضَارِبٌ غُلَامَهُ عَمْرًا، وَزَيْدٌ مَضْرُوبٌ غُلَامُهُ، وَحَسَنٌ وَجْهُهُ، وَكَرِيمٌ آبَاؤُهُ‏.‏

‏(‏وَأَفْعَلُ التَّفْضِيلِ‏)‏ لَا يَعْمَلُ، وَحُكْمُهُ حُكْمُ فِعْلِ التَّعَجُّبِ فِي أَنَّهُ لَا يُصَاغُ إلَّا مِنْ ثُلَاثِيٍّ مُجَرَّدٍ مِمَّا لَيْسَ بِلَوْنٍ، وَلَا عَيْبٍ، ‏(‏وَقَدْ شَذَّ‏)‏، وَأَعْطَاهُمْ الدُّنْيَا، وَهَذَا الْكَلَامُ أَخَصْرُ مِنْ الِاخْتِصَارِ، وَعَلَى ذَا قَوْلُ الْفُقَهَاءِ الْمَشْيُ أَحْوَطُ مِنْ الِاحْتِيَاطِ، وَأَحْمَقُ مِنْ هَبَنَّقَةَ، وَلَا يَفْضُلُ عَلَى الْمَفْعُولِ، وَقَدْ شَذَّ قَوْلُهُمْ‏:‏ أَشْغَلُ مِنْ الِاشْتِغَالِ مِنْ ذَاتِ النَّحْيَيْنِ، وَهُوَ أَشْهُرُ مِنْهُ، وَيَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ، وَالْمُؤَنَّثُ، وَالِاثْنَانِ، وَالْجَمْعُ مَا دَامَ مُنَكَّرًا مَقْرُونًا بِمِنْ، وَإِذَا عُرِّفَ أُنِّثَ، وَثُنِّيَ، وَجُمِعَ تَقُولُ‏:‏ هُوَ الْأَفْضَلُ، وَهُمَا الْأَفْضَلَانِ، وَهُمْ الْأَفْضَلُونَ، وَالْأَفَاضِلُ، وَهِيَ الْفُضْلَى، وَهُمَا الْفُضْلَيَانِ، وَهُنَّ الْفُضْلَيَاتُ، وَإِذَا أُضِيفَ جَازَ الْأَمْرَانِ، وَقَدْ يُحْذَفُ مِنْ، وَهِيَ مُقَدَّرَةٌ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْله تَعَالَى ‏{‏يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى‏}‏ أَيْ‏:‏ مِنْ السِّرِّ ‏(‏قَالَ‏)‏ الْفَرَزْدَقُ‏:‏ إنَّ الَّذِي سَمَكَ السَّمَاءَ بَنَى لَنَا بَيْتًا دَعَائِمُهُ أَعَزُّ وَأَطْوَلُ‏.‏ وَعَلَى ذَا قَوْلُك اللَّهُ أَكْبَرُ أَيْ‏:‏ أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، ‏(‏وَمِنْهَا الْمَفْعَلُ‏)‏، وَقِيَاسُهُ أَنَّ كُلَّ مَا كَانَ عَلَى يَفْعَلُ بِفَتْحِ الْعَيْنِ أَوْ يَفْعُلُ بِالضَّمِّ فَالْمَصْدَرُ، وَأَسْمَاءُ الزَّمَانِ، وَالْمَكَانِ عَلَى مَفْعَلٍ بِالْفَتْحِ نَحْوَ ذَهَبَ يَذْهَبُ ذَهَابًا، وَمَذْهَبًا، وَقَتَلَ يَقْتُلُ قَتْلًا، وَمَقْتَلًا، وَهَذَا مَقْتَلُهُ أَيْ زَمَانُ ذَهَابِهِ، وَقَتْلِهِ أَوْ مَكَانِهِمَا إلَّا أَسْمَاءً شَذَّتْ عَلَى الْقِيَاسِ مِنْهَا الْمَنْسِكُ، وَالْمَجْزِرُ، وَالْمَشْرِقُ، وَالْمَغْرِبُ ‏(‏وَأَمَّا يَفْعِلُ‏)‏ بِالْكَسْرِ ‏(‏فَالْمَصْدَرُ‏)‏ مِنْهُ مَفْتُوحٌ، ‏(‏وَأَسْمَاءُ الزَّمَانِ، وَالْمَكَانِ‏)‏ بِالْكَسْرِ تَقُولُ‏:‏ ضَرَبْته ضَرْبًا، وَمَضْرِبًا، وَهَذَا مَضْرِبُهُ، وَفَرَّ فِرَارًا أَوْ مَفَرًّا، وَهَذَا مَفَرُّهُ، ‏(‏وَالْمُعْتَلُّ الْعَيْنِ‏)‏ مِنْهُ يَجِيءُ بِالْفَتْحِ، وَالْكَسْرِ نَحْوُ الْمَعَاشِ، وَالْمَحِيضِ، وَالْمَجِيءِ‏.‏ ‏(‏وَأَمَّا الزَّمَانُ، وَالْمَكَانُ‏)‏ فَبِالْكَسْرِ لَا غَيْرَ نَحْوَ الْمَقِيلِ، وَالْمَبِيتِ ‏(‏وَالْمَفْعَلُ مِنْ الرُّبَاعِيَّةِ وَالْمَزِيدِ فِيهِ‏)‏ عَلَى لَفْظِ اسْمِ الْمَفْعُولِ مِنْهَا كَالْمُدَرَّجِ، وَالْمَدْخَلِ، وَالْمَخْرَجِ، وَالْمَقَامِ، ‏(‏وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ‏)‏‏:‏ لَقَدْ ارْتَقَيْت مُرْتَقًى صَعْبًا،‏.‏

‏(‏وَاسْمُ الْآلَةِ‏)‏ مَا يُعْتَمَلُ وَيُنْقَلُ وَيَجِيءُ عَلَى مِفْعَلٍ، وَمِفْعَلَةٍ، وَمِفْعَالٍ بِكَسْرِ الْمِيمِ فِيهَا كَالْمِثْقَبِ، وَالْمِكْسَحَةِ، وَالْمِصْفَاةِ، وَالْمِقْرَاضِ، وَالْمِفْتَاحِ وَأَمَّا نَحْوُ الْمُسْعُطِ، وَالْمُنْخُلِ، وَالْمُدْهُنِ فَغَيْرُ مَبْنِيٍّ عَلَى الْفِعْلِ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ‏.‏

الْبَابُ الثَّالِثُ فِي الْأَفْعَالِ الْغَيْرِ الْمُنْصَرِفَةِ وَمَا يَجْرِي مَجْرَى الْأَدَوَاتِ

‏(‏مِنْهَا فِعْلَا التَّعَجُّبِ‏)‏، وَهُمَا مَا أَفْعَلَهُ، وَأَفْعِلْ بِهِ نَقُولُ‏:‏ مَا أَكْرَمَ زَيْدًا، وَأَكْرِمْ بِزَيْدٍ، وَلَا يُبْنَيَانِ إلَّا مِنْ ثُلَاثِيٍّ لَيْسَ فِيهِ مَعْنَى لَوْنٍ أَوْ عَيْبٍ، وَيُتَوَصَّلُ إلَى التَّعَجُّبِ مِمَّا وَرَاءَ ذَلِكَ بِنَحْوِ أَشَدَّ، وَأَحْسَنَ، وَأَبْلَغَ تَقُولُ‏:‏ مَا أَشَدَّ انْطِلَاقَهُ، وَمَا أَحْسَنَ اقْتِدَارَهُ، وَمَا أَبْلَغَ سُمْرَتَهُ، وَمَا أَقْبَحَ عَوَرَهُ ‏(‏وَمِنْ الْمَبْنِيِّ لِلْمَفْعُولِ‏)‏ مَا أَشَدَّ مَا ضُرِبَ زَيْدٌ أَوْ ضَرْبَ زَيْدٍ، وَقَدْ شَذَّ مَا أَعْطَاهُ لِلْمَعْرُوفِ‏.‏

‏(‏مَا أَشْبَهَاهَا فِعْلَا الْمَدْحِ، وَالذَّمِّ‏)‏ وَهُمَا نِعْمَ، وَبِئْسَ يَدْخُلَانِ عَلَى اسْمَيْنِ مَرْفُوعَيْنِ يُسَمَّى الْأَوَّلُ الْفَاعِلَ، وَالثَّانِي الْمَخْصُوصَ بِالْمَدْحِ أَوْ الذَّمِّ، وَحَقُّ الْأَوَّلِ التَّعْرِيفُ فَاللَّامُ الْجِنْسِ، وَقَدْ يُضْمَرُ، وَيُفَسَّرُ بِنَكِرَةٍ مَنْصُوبَةٍ تَقُولُ‏:‏ نِعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ، وَبِئْسَ الرَّجُلُ عَمْرٌو، وَنِعْمَ رَجُلًا زَيْدٌ، وَمِنْهُ ‏(‏فَنِعِمَّا هِيَ‏)‏، وَقَدْ يُحْذَفُ الْمَخْصُوصُ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى‏:‏ ‏{‏نِعْمَ الْعَبْدُ‏}‏، ‏{‏وَبِئْسَ الْمَصِيرُ‏}‏‏.‏

‏(‏وَأَفْعَالُ الْمُقَارَبَةِ‏)‏، وَهِيَ عَسَى، وَكَادَ، وَكَرَبَ، وَأَوْشَكَ تَقُولُ‏:‏ عَسَى زَيْدٌ أَنْ يَخْرُجَ بِمَعْنَى قَارَبَ زَيْدٌ الْخُرُوجَ، وَمِنْهُ عَسَى الْغُوَيْرُ أَبْؤُسَا كَأَنَّهَا لَمَّا تَخَيَّلَتْ آثَارَ الشَّرِّ مِنْ ذَلِكَ الْغَارِ قَالَتْ‏:‏ قَارَبَ الْغُوَيْرُ الشِّدَّةَ، وَالشَّرَّ، وَعَنْ سِيبَوَيْهِ أَنَّهُ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِك كَانَ الْغُوَيْرُ، وَالْغَرَضُ أَنَّ عَسَى يَرْفَعُ، وَيَنْصِبُ كَمَا أَنَّ كَادَ كَذَلِكَ، وَيُقَالُ‏:‏ عَسَى أَنْ يَخْرُجَ، ‏(‏وَأَوْشَكَ‏)‏ يُسْتَعْمَلُ اسْتِعْمَالَ عَسَى مَرَّةً، وَاسْتِعْمَالَ كَادَ أُخْرَى الْجَيِّدُ فِي كَرَبَ اسْتِعْمَالُ كَادَ‏.‏

‏(‏الْأَفْعَالُ النَّاقِصَةُ‏)‏‏:‏ وَهِيَ كَانَ، وَصَارَ، وَأَصْبَحَ، وَأَمْسَى، وَأَضْحَى، وَظَلَّ، وَبَاتَ، وَمَا زَالَ، وَمَا بَرِحَ، وَمَا فَتِئَ، وَمَا انْفَكَّ، وَمَا دَامَ، وَلَيْسَ‏:‏ تَرْفَعُ الِاسْمَ، وَتَنْصِبُ الْخَبَرَ تَقُولُ‏:‏ كَانَ زَيْدٌ مُنْطَلِقًا، وَصَارَ زَيْدٌ غَنِيًّا، وَيَجُوزُ فِي هَذَا الْبَابِ تَقْدِيمُ الْخَبَرِ عَلَى الِاسْمِ تَقُولُ‏:‏ كَانَ مُنْطَلِقًا زَيْدٌ، وَكَانَ فِي الدَّارِ زَيْدٌ، وَفِي التَّنْزِيلِ، ‏{‏وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ‏}‏، ‏{‏وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ‏}‏، ‏{‏وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ‏}‏، وَعَلَى ذَا قَوْلُهُمْ‏:‏ كَانَ فِي الدَّارِ زَيْدًا بِالنَّصْبِ خَطَأٌ، وَعَلَى ذَا قَوْلُهُمْ‏:‏ لَوْ كَانَ مَكَانُ الْبَغْدَادِيِّ خُرَاسَانِيَّاتٍ، ‏(‏وَيَجِيءُ‏)‏ كَانَ تَامَّةً بِمَعْنَى حَدَثَ، وَحَصَلَ، وَمِنْهُ كَانَتْ الْكَانِيَةُ، وَفِي التَّنْزِيلِ، ‏{‏وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ‏}‏، وَيُسْتَعْمَلُ فِي مَعْنَى صَحَّ، وَثَبَتَ ‏(‏ثُمَّ‏)‏ لَمَّا أَرَادُوا نَفْيَ الْأَمْرِ بِأَبْلَغِ الْوُجُوهِ قَالُوا‏:‏ مَا كَانَ لَك أَنْ تَفْعَلَ كَذَا حَتَّى اُسْتُعْمِلَ فِيمَا هُوَ مُحَالٌ أَوْ قَرِيبٌ مِنْهُ فَمِنْ الْأَوَّلِ قَوْله تَعَالَى ‏{‏مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ‏}‏، وَمِنْ الثَّانِي قَوْله تَعَالَى، ‏{‏وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إلَّا خَطَأً‏}‏، وَالْمَعْنَى مَا صَحَّ لَهُ، وَلَا اسْتَقَامَ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا ابْتِدَاءً غَيْرَ قِصَاصٍ‏.‏

‏(‏أَفْعَالُ الْقُلُوبِ‏)‏ وَهِيَ حَسِبْت، وَخِلْت، وَظَنَنْت، وَأَرَى بِمَعْنَى أَظُنُّ، وَعَلِمْت، وَرَأَيْت، وَوَجَدْت، وَزَعَمْت إذَا كُنَّ بِمَعْنَى مَعْرِفَةِ الشَّيْءِ بِصِفَةٍ تَنْصِبُ الِاسْمَ، وَالْخَبَرَ عَلَى الْمَفْعُولِيَّةِ تَقُولُ‏:‏ حَسِبْت زَيْدًا مُنْطَلِقًا، وَعَلِمْت عَمْرًا فَاضِلًا، وَأَرَى زَيْدًا مُنْطَلِقًا، وَعَلِمْت عَمْرًا فَاضِلًا، وَأَرَى زَيْدًا قَائِمًا، وَمِنْهُ الْبِرَّ تَرَوْنَ بِهِنَّ، وَيُقَالُ‏:‏ أَرَأَيْت زَيْدًا مَا شَأْنُهُ، وَأَرَيْتُك زَيْدًا بِمَعْنَى أَخْبَرَنِي، ‏(‏وَعَلَيْهِ‏)‏ قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ -‏:‏ أَرَأَيْت الرَّجُلَ يَفْعَلُ، ‏(‏وَفِي الْحَدِيثِ‏)‏ ‏[‏أَرَأَيْت إنْ عَجَزَ، وَاسْتَحْمَقَ‏]‏‏.‏

الْبَابُ الرَّابِعُ فِي الْحُرُوفِ

‏(‏وَهِيَ أَنْوَاعٌ‏)‏‏:‏ عَامِلٌ، وَغَيْرُ عَامِلٍ، وَمُخْتَلَفٌ فِيهِ، وَمَنْظُورٌ ‏(‏فِيهِ فَالْأَوَّلُ‏)‏‏:‏ ضَرْبَانِ‏:‏ عَامِلٌ فِي الِاسْمِ، وَعَامِلٌ فِي الْفِعْلِ، ‏(‏وَالْعَامِلُ فِي الِاسْمِ‏)‏ صِنْفَانِ‏:‏ عَامِلٌ فِي الْمُفْرَدِ، وَالْعَامِلُ فِي الِاسْمِ صِنْفَانِ‏:‏ عَامِلٌ فِي الْمُفْرَدِ، وَعَامِلٌ فِي الْجُمْلَةِ ‏(‏فَالْأَوَّلُ‏)‏‏:‏ مَا تَجُرُّ الِاسْمَ، وَهِيَ سَبْعَةَ عَشَرَ‏:‏ ‏(‏مِنْ‏)‏‏:‏ لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ نَحْوَ خَرَجْت مِنْ الْبَصْرَةِ، وَلِلتَّبْعِيضِ نَحْوُ أَخَذْت مِنْ الدَّرَاهِمِ، وَلِلْبَيَانِ نَحْوُ عَشَرَةٍ مِنْ الرِّجَالِ، وَزَائِدَةٌ نَحْوُ مَا جَاءَنِي مِنْ أَحَدٍ‏.‏ ‏(‏وَإِلَى‏)‏‏:‏ لِانْتِهَاءِ الْغَايَةِ نَحْوُ، وَصَلْت إلَى الْكُوفَةِ، وَتَفْسِيرُهَا بِمَعْنَى مَعَ مَرْوِيٌّ عَنْ الْمُبَرِّدِ، ‏(‏وَمِنْهُ‏)‏ قَوْله تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إلَى أَمْوَالِكُمْ‏}‏ ‏(‏وَفِي‏)‏‏:‏ لِلظَّرْفِيَّةِ نَحْوُ الْمَالُ فِي الْكِيسِ وَأَمَّا نَظَرْت فِي الْكِتَابِ فَمَجَازٌ ‏(‏وَالْبَاءُ‏:‏ لِلْإِلْصَاقِ، وَالِالْتِبَاسِ‏)‏ نَحْوُ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، وَبِهِ دَاءٌ ‏(‏وَاللَّامُ‏)‏‏:‏ لِلِاخْتِصَاصِ نَحْوَ الْمَالُ لِزَيْدٍ، وَالسَّرْجُ لِلدَّابَّةِ، وَهُوَ ابْنٌ لَهُ، وَأَخٌ لَهُ، وَأَصْلُهَا الْفَتْحُ، وَإِنَّمَا كُسِرَتْ مَعَ الْمُظْهَرِ فَرْقًا بَيْنَهَا، وَبَيْنَ لَامِ الِابْتِدَاءِ ‏(‏وَرُبَّ‏)‏‏:‏ لِلتَّقْلِيلِ، وَمُخْتَصٌّ بِالنَّكِرَةِ نَحْوُ رُبَّ رَجُلٍ لَقَيْتُهُ، وَيُضْمَرُ بَعْدَ الْوَاوِ نَحْوُ وَبَلْدَةٍ لَيْسَ بِهَا أَنِيسٌ ‏(‏وَوَاوِ‏)‏ الْقَسَمِ ‏(‏وَتَائِهِ‏)‏‏:‏ نَحْوُ وَاَللَّهِ لَأَفْعَلَنَّ وَتَاللَّهِ، وَهِيَ - أَعْنِي الْوَاوَ - بَدَلٌ مِنْ الْبَاءِ، وَلِذَا لَا تَدْخُلُ إلَّا عَلَى الْمُظْهَرَاتِ، وَلَا يُسْتَعْمَلُ مَعَهَا الْفِعْلُ، وَالتَّاءُ بَدَلٌ مِنْ الْوَاوِ، وَلَا يُسْتَعْمَلُ فِي غَيْرِ اسْمِ اللَّهِ تَعَالَى ‏(‏وَحَتَّى‏)‏‏:‏ بِمَعْنَى إلَى نَحْوَ أَكَلْت السَّمَكَةَ حَتَّى رَأْسِهَا، وَنِمْت الْبَارِحَةَ حَتَّى الصَّبَاحِ ‏(‏وَعَلَى‏)‏‏:‏ لِلِاسْتِعْلَاءِ نَحْوَ زَيْدٌ عَلَى السَّطْحِ عَلَيْهِ ثَوْبٌ ‏(‏وَعَنْ‏)‏‏:‏ لِلْبُعْدِ وَالْمُجَاوَزَةِ نَحْوُ بِعْت عَنْ الْغَائِبِ كَذَا، وَرَمَيْت عَنْ الْقَوْسِ وَالْكَافُ‏:‏ لِلتَّشْبِيهِ نَحْوَ جَاءَنِي الَّذِي كَزَيْدٍ، ‏(‏وَمِنْهَا مُذْ‏)‏ لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ فِي الزَّمَانِ ‏(‏كَمْذَا‏)‏ فِي الْمَكَانِ نَحْوَ مَا رَأَيْته مُذْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَمُنْذُ الْجُمُعَةِ، وَهَذِهِ الْخَمْسَةُ تَكُونُ أَسْمَاءً أَيْضًا، ‏(‏وَحَاشَا، وَخَلَا، وَعَدَا‏)‏ بِمَعْنَى إلَّا نَحْوَ أَسَاءَ الْقَوْمُ حَاشَا زَيْدٍ، وَجَاءُوا خَلَا زَيْدٍ، وَعَدَا زَيْدٍ، وَيَجُوزُ خَلَا زَيْدًا، وَعَدَا زَيْدًا بِالنَّصْبِ إذَا اتَّصَلَتْ بِهِمَا مَا الْمَصْدَرِيَّةُ فَالنَّصْبُ لَا غَيْرَ نَحْوُ جَاءَ الْقَوْمُ مَا خَلَا زَيْدًا، وَمَا عَدَا زَيْدًا‏.‏ ‏(‏وَالصِّنْفُ الثَّانِي‏)‏‏:‏ ‏(‏إنَّ وَأَنَّ‏)‏ لِلتَّوْكِيدِ، ‏(‏وَكَأَنَّ‏)‏ لِلتَّشْبِيهِ، ‏(‏وَلَكِنَّ‏)‏ لِلِاسْتِدْرَاكِ، ‏(‏وَلَيْتَ‏)‏ لِلتَّمَنِّي، ‏(‏وَلَعَلَّ‏)‏ لِلتَّرَجِّي تَنْصِبُ هَذِهِ السِّتَّةُ الِاسْمَ، وَتَرْفَعُ الْخَبَرَ تَقُولُ‏:‏ إنَّ زَيْدًا مُنْطَلِقٌ، وَبَلَغَنِي أَنَّ زَيْدًا ذَاهِبٌ، وَكَأَنَّ زَيْدًا الْأَسَدُ، وَمَا جَاءَ زَيْدٌ لَكِنَّ عُمْرًا جَاءَنِي، وَجَاءَنِي زَيْدٌ لَكِنَّ عَمْرًا لَمْ يَجِئْ، وَلَيْتَ عَمْرًا حَاضِرٌ، وَلَعَلَّ بَكْرًا خَارِجٌ، ‏(‏وَالْفَرْقُ‏)‏ بَيْنَ أَنَّ وَإِنَّ هُوَ أَنَّ الْمَكْسُورَةَ مَعَ مَا فِي حَيِّزِهَا جُمْلَةٌ وَالْمَفْتُوحَةَ مَعَ مَا فِي حَيِّزِهَا مُفْرَدٌ، وَلِذَا يُحْتَاجُ إلَى فِعْلٍ أَوْ اسْمٍ قَبْلَهَا حَتَّى كَانَ كَلَامًا تَقُولُ‏:‏ عَلِمْت أَنَّ زَيْدًا فَاضِلٌ حَقٌّ أَنَّ زَيْدًا ذَاهِبٌ، ‏(‏وَلَا يَجُوزُ‏)‏ تَقْدِيمُ الْخَبَرِ عَلَى الِاسْمِ فِي هَذَا الْبَابِ كَمَا جَازَ فِي كَانَ إلَّا إذَا وَقَعَ ظَرْفًا نَحْوَ إنَّ فِي الدَّارِ زَيْدًا، وَإِنَّ أَمَامَك رَاكِبًا، وَفِي التَّنْزِيلِ‏:‏ ‏{‏إنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً‏}‏، وَ ‏{‏إنَّ إلَيْنَا إيَابَهُمْ‏}‏ ‏(‏وَ‏)‏ ‏{‏إنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا‏}‏، ‏(‏وَيُبْطِلُ‏)‏ عَمَلَهَا الْكَفُّ، وَالتَّخْفِيفُ، وَحِينَئِذٍ كَانَتْ دَاخِلَةً عَلَى الْأَسْمَاءِ، وَالْأَفْعَالِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏إنَّمَا هُوَ إلَهٌ وَاحِدٌ‏}‏، وَ ‏{‏إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ‏}‏، وَإِنْ زَيْدٌ الذَّاهِبُ، وَإِنْ كَانَ زَيْدٌ كَرِيمًا، وَالْفِعْلُ الَّذِي يَدْخُلُ عَلَيْهِ ‏(‏أَنْ‏)‏ الْمُخَفَّفَةُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مِمَّا يَدْخُلُ عَلَى الْمُبْتَدَأِ، وَالْخَبَرِ، وَاللَّامُ لَازِمَةٌ لِخَبَرِهَا، وَهِيَ الَّتِي تُسَمَّى الْفَارِقَةَ لِأَنَّهَا تَفْرُقُ بَيْنَهَا، وَبَيْنَ ‏"‏ أَنْ ‏"‏ النَّافِيَةِ ‏(‏وَمِنْ الدَّاخِلَةِ عَلَى الْجُمْلَةِ‏)‏ لَا لِنَفْيِ الْجِنْسِ يُنْصَبُ الْمَنْفِيُّ إذَا كَانَ مُضَافًا، وَمُضَارِعًا لَهُ، وَإِذَا كَانَ مُفْرَدًا فَهُوَ مَفْتُوحٌ، وَالْخَبَرُ فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ مَرْفُوعٌ تَقُولُ‏:‏ لَا غُلَامَ رَجُلٍ كَائِنٌ عِنْدَنَا، وَلَا خَبَرًا مِنْ زَيْدٍ جَالِسٌ عِنْدَنَا، وَلَا رَجُلَ أَفْضَلُ مِنْك، وَمِنْهُ كَلِمَةَ الشَّهَادَةِ‏.‏ ‏(‏وَأَمَّا الْعَامِلُ فِي الْفِعْلِ‏)‏ فَصِنْفَانِ‏:‏ ‏(‏أَوَّلُهُمَا‏:‏ مَا تَنْصِبُ الْمُضَارِعَ‏)‏ مَأْخُوذٌ مِنْ الضَّرْعِ كَأَنَّهُمَا رَضَعَا ضَرْعًا وَاحِدًا، وَهُوَ ثَلَاثَةُ أَحْرُفٍ‏:‏ ‏(‏أَنْ‏)‏ الْمَصْدَرِيَّةُ، ‏(‏وَلَنْ‏)‏ لِتَوْكِيدِ نَفْيِ الْمُسْتَقْبَلِ، ‏(‏وَإِذَنْ‏)‏ جَوَابٌ وَجَزَاءٌ تَقُولُ‏:‏ أُحِبُّ أَنْ تَقُومَ، وَلَنْ يَخْرُجَ، ‏(‏وَإِذَنْ‏)‏ أُكْرِمَك، ‏(‏وَأَنْ‏)‏ مِنْ بَيْنِهَا تَدْخُلُ عَلَى الْمَاضِي، وَتُضْمَرُ بَعْدَ سِتَّةِ أَحْرُفٍ، وَهِيَ ‏(‏حَتَّى‏)‏ نَحْوُ مَرَّتْ حَتَّى أَدْخَلَنَا، ‏(‏وَلَامُ كَيْ‏)‏ جِئْتُك لِتُكْرِمَنِي، ‏(‏وَلَامُ الْجَحْدِ‏)‏ نَحْوُ فِي قَوْله تَعَالَى‏:‏ ‏{‏وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ‏}‏، ‏{‏مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ‏}‏، ‏(‏وَأَوْ‏)‏ بِمَعْنَى إلَى أَوْ إلَّا نَحْوَ لَأَلْزَمَنَّكَ أَوْ تُعْطِيَنِي حَقِّي، ‏(‏وَوَاوِ الْجَمْعِ‏)‏ نَحْوُ لَا تَأْكُلْ السَّمَكَ، وَتَشْرَبَ اللَّبَنَ أَيْ‏:‏ لَا تَجْمَعْ بَيْنَهُمَا، وَتُسَمَّى وَاوَ الصَّرْفِ لِأَنَّهَا تَصْرِفُ الثَّانِيَ عَنْ إعْرَابِ الْأَوَّلِ، ‏(‏وَالْفَاءُ‏)‏ فِي جَوَابِ الْأَشْيَاءِ السِّتَّةِ، ‏(‏وَهِيَ‏:‏ الْأَمْرُ‏)‏‏:‏ زُرْنِي فَأُكْرِمَك ‏(‏وَالنَّهْيُ‏)‏‏:‏ لَا تَدْنُ مِنْ الْأَسَدِ فَيَأْكُلَك، وَفِي التَّنْزِيلِ ‏{‏وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ‏}‏ ‏(‏وَالنَّفْيُ‏)‏‏:‏ ‏{‏لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا‏}‏ ‏(‏وَالِاسْتِفْهَامُ‏)‏‏:‏ ‏{‏فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا‏}‏ ‏(‏وَالتَّمَنِّي‏)‏‏:‏ ‏{‏يَا لَيْتَنِي كُنْت مَعَهُمْ فَأَفُوزَ‏}‏ ‏(‏وَالْعَرْضُ‏)‏‏:‏ أَلَا تَنْزِلُ فَتُصِيبَ خَيْرًا وَعَلَامَةُ صِحَّةِ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى إنْ فَعَلْت فَعَلْت‏.‏

‏(‏وَالصِّنْفُ الثَّانِي‏)‏‏:‏ ‏(‏حُرُوفٌ تَجْزِمُ الْمُضَارِعَ‏)‏، وَهِيَ ‏(‏لَمْ، وَلَمَّا‏)‏ لِنَفْيِ الْمَاضِي، وَفِي لَمَّا تَوَقُّعٌ، ‏(‏وَلَامُ الْأَمْرِ، وَلَا فِي النَّهْيِ، وَإِنْ فِي الشَّرْطِ، وَالْجَزَاءِ‏)‏ تَقُولُ‏:‏ لَمْ يَخْرُجْ، وَلَمَّا يَرْكَبْ، وَلْيَضْرِبْ زَيْدٌ، وَلَا تَفْعَلْ، وَإِنْ تُكْرِمْنِي أَشْكُرْك، وَتُضْمَرُ أَنْ مَعَ فِعْلِ الشَّرْطِ فِي جَوَابِ الْأَشْيَاءِ الَّتِي تُجَابُ بِالْفَاءِ إلَّا النَّفْيَ مُطْلَقًا، وَالنَّهْيَ فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ تَقُولُ زُرْنِي أُكْرِمْك، وَأَيْنَ بَيْتُك أَزُرْك، وَلَّيْت لِي مَالًا أُنْفِقْهُ، وَلَا تَنْزِلْ تُصِبْ خَيْرًا، وَلَا يَجُوزُ مَا تَأْتِينَا تُحَدِّثْنَا، وَلَا تَدْنُ مِنْ الْأَسَدِ يَأْكُلْك لِأَنَّ النَّفْيَ لَا يَدُلُّ عَلَى الْإِثْبَاتِ، وَجَازَ لَا تَفْعَلْ يَكُنْ خَيْرًا لَك‏.‏

النَّوْعُ الثَّانِي فِي غَيْرِ الْعَوَامِلِ

وَهِيَ أَصْنَافٌ ‏(‏مِنْهَا‏)‏ حُرُوفُ الْعَطْفِ تِسْعَةٌ الْوَاوُ لِلْجَمْعِ بِلَا تَرْتِيبٍ، وَفِي ثُمَّ تَرَاخٍ دُونَ الْفَاءِ، وَفِي حَتَّى مَعْنَى الْغَايَةِ تَقُولُ‏:‏ جَاءَنِي زَيْدٌ، وَعَمْرٌو، وَخَرَجَ زَيْدٌ فَعَمْرٌو، وَقَامَ زَيْدٌ ثُمَّ عَمْرٌو، وَقَدِمَ الْحَاجُّ حَتَّى الْمُشَاةُ، ‏(‏وَاوٌ‏)‏ لِأَحَدِ الشَّيْئَيْنِ أَوْ الْأَشْيَاءِ نَحْوُ جَاءَنِي زَيْدٌ، وَعَمْرٌو، وَأَزَيْدٌ عِنْدَك أَوْ عَمْرٌو، وَجَالِسْ الْحَسَنَ أَوْ ابْنَ سِيرِينَ، وَكُلْ السَّمَكَ أَوْ اشْرَبْ اللَّبَنَ، ‏(‏وَأَمْ‏)‏ لِلِاسْتِفْهَامِ مُتَّصِلَةٌ نَحْوُ أَزَيْدٌ عِنْدَك أَمْ عَمْرٌو بِمَعْنَى أَيُّهُمَا عِنْدَك، وَمُنْقَطِعٌ نَحْوُ أَزَيْدٌ عِنْدَك أَمْ عِنْدَك عَمْرٌو، وَإِنَّهَا لَإِبِلٌ أَمْ شَاةٌ بِمَعْنَى بَلْ أَهِيَ شَاةٌ، ‏(‏وَلَا‏)‏ لَنَفْيِ مَا، وَجَبَ لِلْأَوَّلِ نَحْوُ جَاءَنِي زَيْدٌ لَا ‏(‏عَمْرٌو‏)‏، وَبَلْ لِلْإِضْرَابِ عَنْ الْأَوَّلِ، وَالْإِثْبَاتِ لِلثَّانِيَّ نَحْوَ مَا جَاءَنِي زَيْدٌ بَلْ عَمْرٌو، ‏(‏وَلَكِنْ‏)‏ لِلِاسْتِدْرَاكِ بَعْدَ النَّفْي نَحْو مَا جَاءَنِي زَيْدٌ لَكِنْ عَمْرٌو هِيَ فِي عَطْفِ الْمُفْرَدَاتِ نَقِيضَةُ لَا، وَفِي عَطْفِ الْجُمَلِ نَظِيرَةُ بَلْ فِي مَجِيئِهَا بَعْدَ النَّفْيِ، وَالْإِثْبَاتِ‏.‏

‏(‏وَمِنْهَا حُرُوفُ التَّصْدِيقِ‏)‏، وَهِيَ ‏(‏نَعَمْ، وَبَلَى، وَأَجَلْ، وَإِي‏)‏ فَنَعَمْ تَصْدِيقٌ لِمَا تَقَدَّمَهَا مِنْ كَلَامٍ مُثْبَتٍ أَوْ مَنْفِيٍّ خَبَرًا كَانَ أَوْ اسْتِفْهَامَا كَمَا إذَا قِيلَ لَك‏:‏ قَامَ زَيْدٌ فَقُلْت‏:‏ نَعَمْ كَانَ الْمَعْنَى قَامَ أَوْ قِيلَ‏:‏ لَمْ يَقُمْ فَقُلْت‏:‏ نَعَمْ فَالْمَعْنَى لَمْ يَقُمْ كَذَا إذَا قِيلَ‏:‏ أَقَامَ زَيْدٌ أَوْ لَمْ يَقُمْ، وَقَدْ قَالُوا‏:‏ إنَّ نَعَمْ تَصْدِيقٌ لِمَا بَعْدَ الْهَمْزَةِ، وَبَلَى إيجَابٌ لِمَا بَعْدَ النَّفْيِ كَمَا إذَا قِيلَ‏:‏ لَمْ يَقُمْ زَيْدٌ أَوْ لَمْ يَقُمْ فَقُلْت‏:‏ بَلَى كَانَ الْمَعْنَى قَدْ قَامَ وَأَجَلْ يَخْتَصُّ بِالْخَبَرِ نَفْيًا، وَإِثْبَاتًا إي‏:‏ لَا يُسْتَعْمَلُ إلَّا مَعَ الْقَسَمِ‏.‏

‏(‏وَمِنْهَا حَرْفُ الصِّلَةِ‏)‏ أَيْ‏:‏ الزِّيَادَةِ إنْ فِي مَا إنْ رَأَيْت، وَأَنْ فِي ‏(‏فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ‏)‏، وَمَا فِي ‏(‏فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ‏)‏، وَلَا فِي ‏(‏لِئَلَّا يَعْلَمَ‏)‏‏.‏

‏(‏وَمِنْهَا حُرُوفُ الِاسْتِفْهَامِ‏)‏ ‏(‏الْهَمْزَةُ، وَهَلْ‏)‏ نَحْوَ أَقَامَ زَيْدٌ، وَهَلْ خَرَجَ عَمْرٌو ‏؟‏ ‏(‏وَمِنْهَا الْمُفْرَدَاتُ‏)‏

‏(‏أَمَّا‏)‏ لِتَفْصِيلِ الْمُجْمَلِ، وَفِيهَا مَعْنَى الشَّرْطِ، وَلِذَا وَجَبَ الْفَاءُ فِي جَوَابِهَا نَحْوَ أَمَّا زَيْدٌ فَذَاهِبٌ وَأَمَّا عَمْرٌو فَمُقِيمٌ، ‏(‏وَإِمَّا‏)‏ بِالْكَسْرِ لِأَحَدِ الشَّيْئَيْنِ أَوْ الْأَشْيَاءِ نَحْوَ جَاءَنِي إمَّا زَيْدٌ وَإِمَّا عَمْرٌو، وَخُذَا إمَّا هَذَا، وَإِمَّا ذَاكَ، ‏(‏وَإِنْ النَّافِيَةُ‏)‏ نَحْوَ إنْ زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ، وَفِي التَّنْزِيلِ‏:‏ ‏{‏إنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ‏}‏، ‏{‏وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ‏}‏ ‏{‏إنْ الْحُكْمُ إلَّا لِلَّهِ‏}‏، وَفِي أَحَادِيثِ السِّيَرِ‏:‏ ‏"‏ وَاَللَّهِ إنْ رَأَيْت مِثْلَهُ قَطُّ، وَفِيهَا إنْ شَعَرْنَا إلَّا بِالْكِتَابِ، ‏(‏وَقَدْ‏)‏ لِلتَّقْرِيبِ فِي الْمَاضِي نَحْوَ قَدْ قَامَتْ الصَّلَاةُ، وَلِلتَّقْلِيلِ فِي نَحْوِ قَوْلِهِمْ‏:‏ إنَّ الْكَذُوبَ قَدْ يَصْدُقُ، ‏(‏وَكَلَّا‏)‏ لِلرَّدْعِ، وَالتَّنْبِيهِ نَحْوَ‏:‏ ‏{‏كَلًّا سَيَعْلَمُونَ‏}‏ ‏(‏لَوْ‏)‏ لِامْتِنَاعِ الثَّانِي لِامْتِنَاعِ الْأَوَّلِ نَحْوَ لَوْ أَكْرَمْتنِي لَأَكْرَمْتُك أَوْ لِامْتِنَاعِ الثَّانِي لِوُجُودِ الْأَوَّلِ نَحْوَ لَوْلَا عَلِيٌّ لَهَلَكَ عُمَرُ‏.‏

‏(‏اللَّامَاتُ‏)‏‏:‏ ‏(‏لَامُ‏)‏ التَّعْرِيفِ لِلْجِنْسِ نَحْوَ الرَّجُلُ خَيْرٌ مِنْ الْمَرْأَةِ، ‏(‏وَالْعَهْدِ‏)‏ نَحْوُ مَا فَعَلَ الرَّجُلُ، ‏(‏وَلَامُ جَوَابِ الْقَسَمِ‏)‏ نَحْوُ، وَاَللَّهِ لَأَفْعَلَنَّ، ‏(‏وَاللَّامُ الْمُوَطِّئَةُ‏)‏ لِلْقَسَمِ أَيْ‏:‏ الْمُؤَكِّدَةُ لَهُ نَحْوُ لَوْ، وَلَوْلَا يَجُوزُ حَذْفُهَا، وَاللَّامُ الْفَارِقَةُ بَيْنَ إنْ الْمُخَفَّفَةِ، وَالنَّافِيَةِ نَحْوَ، وَإِنْ زَيْدٌ لَمُنْطَلِقٌ، ‏{‏وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَك‏}‏، ‏{‏وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ‏}‏‏.‏

‏(‏مَا الْمَصْدَرِيَّةُ‏)‏‏:‏ فِي قَوْله تَعَالَى ‏{‏وَضَاقَتْ عَلَيْكُمْ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ‏}‏ أَيْ‏:‏ بِرُحْبِهَا ‏(‏وَالْكَافَّةُ‏)‏‏:‏ فِي إنَّمَا، وَأَخَوَاتِهَا، وَفِي رُبَّمَا، وَكَمَا، وَبَعْدَمَا وَبَيْنَمَا ‏(‏الْمُخْتَلَفُ فِيهِ‏)‏ نَوْعَانِ‏:‏ ‏(‏الْأَوَّلُ‏)‏‏:‏ مَا وَلَا بِمَعْنَى لَيْسَ عِنْدَ أَهْلِ الْحِجَازِ يَرْفَعَانِ الِاسْمَ، وَيَنْصِبَانِ الْخَبَرَ نَحْوَ مَا زَيْدٌ مُنْطَلِقًا، وَمَا رَجُلٌ، وَلَا رَجُلٌ أَفْضَلَ مِنْك عِنْدَ بَنِي تَمِيمٍ لَا تَعْمَلَانِ، وَإِذَا تَقَدَّمَ الْخَبَرُ، وَانْتَقَضَ النَّفْيُ بِلَا لَمْ تَعْمَلَا بِالِاتِّفَاقِ، ‏(‏وَالثَّانِي‏)‏‏:‏ أَنْ، وَإِنْ، ‏"‏ وَكَأَنْ ‏"‏ الْمُخَفَّفَةُ لَا تَعْمَلُ، وَعِنْدَ بَعْضِهِمْ تَعْمَلُ تَقُولُ‏:‏ إنْ زَيْدٌ الذَّاهِبُ، وَإِنَّ زَيْدًا ذَاهِبٌ‏.‏

‏(‏الْمَنْظُورُ فِيهِ‏)‏‏:‏ هُوَ مَا تَعَارَضَ فِيهِ أَقْوَالُ النَّحْوِيِّينَ، وَهُوَ تِسْعَةُ أَحْرُفٍ ثَمَانِيَةٌ مِنْهَا تَخْتَصُّ بِالِاسْمِ هِيَ حَرْفُ النِّدَاءِ ‏(‏يَا، وَأَيَا، وَهَيَا، وَأَيْ، وَالْهَمْزَةُ، وَوَاوُ النُّدْبَةِ، وَالْمُنَادَى‏)‏ تَنْصِبُ بَعْدَهَا إذَا كَانَ مُضَافًا نَحْوَ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَوْ مُضَارِعًا لَهُ نَحْوَ يَا خَيْرًا مِنْ يَا حَسَنًا وَجْهُ الْأَخِ أَوْ نَكِرَةً كَقَوْلِ الْأَعْمَى‏:‏ يَا رَجُلًا خُذْ بِيَدِي ‏(‏وَأَمَّا الْمُفْرَدُ الْمَعْرِفَةُ‏)‏ فَمَضْمُومٌ، وَلَكِنَّ مَحَلَّهُ النَّصْبُ نَحْو يَا زَيْدُ يَا رَجُلُ، وَكَذَا الْمَنْدُوبُ نَحْوَ، وَازَيْدُ، وَيَا زَيْدُ، ‏(‏وَيَجُوزُ‏)‏ حَذْفُ حَرْفِ النِّدَاءِ عَنْ الْعَلَمِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى‏:‏ ‏{‏يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا‏}‏، ‏(‏وَالْوَاوُ بِمَعْنَى مَعَ‏)‏ يُنْصَبُ بَعْدَهَا الِاسْمُ إذَا كَانَ قَبْلَهَا فِعْلٌ نَحْوُ مَا شَأْنُك وَزَيْدًا لِأَنَّ الْمَعْنَى مَا تَصْنَعُ وَمَا تُلَابِسُ‏.‏ ‏(‏وَإِلَّا‏)‏ فِي الِاسْتِثْنَاءِ، وَهُوَ إخْرَاجُ الشَّيْءِ مِنْ حُكْمٍ دَخَلَ فِيهِ، ‏(‏وَالْمُسْتَثْنَى بِإِلَّا‏)‏ عَلَى ثَلَاثَةِ أَضْرُبٍ‏:‏ ‏(‏مَنْصُوبٌ أَبَدًا‏)‏‏:‏ وَهُوَ مَا اُسْتُثْنِيَ مِنْ كَلَامٍ مُوجَبٍ نَحْوَ جَاءَنِي الْقَوْمُ إلَّا زَيْدًا، وَمَا قُدِّمَ الْمُسْتَثْنَى عَلَى الْمُسْتَثْنَى مِنْهُ نَحْوَ مَا جَاءَنِي إلَّا زَيْدًا أَحَدٌ، وَمَا كَانَ اسْتِثْنَاؤُهُ مُنْقَطِعًا نَحْوُ مَا جَاءَنِي أَحَدٌ إلَّا حِمَارًا، ‏(‏وَالثَّانِي‏)‏‏:‏ جَائِزٌ فِيهِ الْبَدَلُ، وَالنَّصْبُ، وَهُوَ الْمُسْتَثْنَى مِنْ كَلَامٍ غَيْرِ مُوجَبٍ نَحْوُ مَا جَاءَنِي أَحَدٌ إلَّا زَيْدٌ، وَإِلَّا زَيْدًا ‏(‏وَالثَّالِثُ‏)‏‏:‏ جَارٍ عَلَى إعْرَابِهِ قَبْلَ دُخُولِ إلَّا نَحْوَ مَا جَاءَنِي إلَّا زَيْدٌ، وَمَا رَأَيْت إلَّا زَيْدًا، وَمَا مَرَرْت إلَّا بِزَيْدٍ، ‏(‏وَالتَّاسِعُ‏)‏‏:‏ غَيْرُ مُخْتَصٍّ بِالِاسْمِ، وَهُوَ كَيْ، وَمَعْنَاهُ التَّعْلِيلُ يَقُولُ‏:‏ الرَّجُلُ قَصَدْتُك فَتَقُولُ لَهُ‏:‏ كَيْمَهْ مَثَلًا فَيَقُولُ فِي الْجَوَابِ‏:‏ كَيْ تُحْسِنَ إلَيَّ، وَالْفِعْلُ بَعْدَهَا مَنْصُوبٌ لَا مَحَالَةَ إلَّا أَنَّ الْكَلَامَ فِي انْتِصَابِهِ بِهَا بِعَيْنِهَا أَوْ بِإِضْمَارِ أَنْ‏.‏

فَصْلٌ

وَعَلَى ذِكْرِ حُرُوفِ الْمَعَانِي نَذْكُرُ الْحُرُوفَ الْمُقَطَّعَةَ لِافْتِقَارِ الْفَقِيهِ إلَى مَعْرِفَتِهَا فِي زَلَّةِ الْقَارِئِ، وَالْجِنَايَاتِ ثُمَّ مَا يُزَادُ مِنْهَا، وَيُبْدَأُ، وَهِيَ فِي الْأَصْلِ تِسْعَةٌ، وَعِشْرُونَ حَرْفًا، وَتَرْتِيبُهَا الْهَمْزَةُ، وَالْأَلِفُ، وَالْهَاءُ، وَالْعَيْنُ، وَالْحَاءُ، وَالْغَيْنُ، وَالْخَاءُ، وَالْقَافُ، وَالْكَافُ، وَالْجِيمُ، وَالشِّينُ، وَالْيَاءُ، وَالصَّادُ، وَاللَّامُ، وَالرَّاءُ، وَالنُّونُ، وَالطَّاءُ، وَالدَّالُ، وَالتَّاءُ، وَالضَّادُ، وَالزَّايُ، وَالسِّينُ، وَالظَّاءُ، وَالذَّالُ، وَالثَّاءُ، وَالْفَاءُ، وَالْبَاءُ، وَالْمِيمُ، وَالْوَاوُ، وَلَهَا سِتَّةَ عَشَرَ مَخْرَجًا، وَبَعْضُهَا أَرْفَعُ مِنْ بَعْضٍ فِي حَيِّزِهِ، وَأَمْكَنُ فَبِذَلِكَ يَتَمَيَّزُ بَعْضُ الْحُرُوفِ مِنْ بَعْضٍ، ‏(‏وَلِلْحَلْقِ ثَلَاثُ مَدَارِجَ‏)‏

‏(‏مِنْ أَقْصَى الصَّدْرِ‏)‏ الْهَمْزَةُ ثُمَّ الْأَلْفُ ثُمَّ الْهَاءُ، ‏(‏وَمِنْ، وَسَطِهِ‏)‏ الْعَيْنُ، وَالْحَاءُ، ‏(‏وَمِنْ آخِرِهِ‏)‏ الْغَيْنُ، وَالْخَاءُ، ‏(‏وَمِنْ أَقْصَى اللِّسَانِ، وَمَا فَوْقَهُ مِنْ الْحَنَكِ‏)‏ الْقَافُ ثُمَّ الْكَافُ، ‏(‏وَمِنْ، وَسَطِ اللِّسَانِ، وَمَا يُحَاذِيهِ مِنْ الْحَنَكِ الْأَعْلَى‏)‏ الْجِيمُ، وَالشِّينُ، وَالْيَاءُ، ‏(‏وَمِنْ أَوَّلِ حَافَّةِ اللِّسَانِ، وَمَا يَلِيهَا مِنْ الْأَضْرَاسِ‏)‏ الضَّادُ، ‏(‏وَمِنْ حَافَّةِ اللِّسَانِ مِنْ أَدْنَاهَا إلَى مُنْتَهَى طَرَفِهِ، وَمَا يُحَاذِي ذَلِكَ مِنْ الْحَنَكِ الْأَعْلَى مِمَّا فُوَيْقَ الضَّاحِكِ، وَالنَّابِ، وَالرَّبَاعِيَةِ، وَالثَّنِيَّةِ‏)‏ اللَّامُ، ‏(‏وَمِنْ طَرَفِ اللِّسَانِ بَيْنَهُ، وَبَيْنَهَا فُوَيْقَ الثَّنَايَا، وَمِنْ مَخْرَجِ النُّونِ غَيْرَ أَنَّهُ أُدْخِلَ فِي ظَهْرِ اللِّسَانِ قَلِيلًا‏)‏ الرَّاءُ، ‏(‏وَمِنْ بَيْنَ طَرَفِ اللِّسَانِ وَأُصُولِ الثَّنَايَا الْعُلْيَا‏)‏ الطَّاءُ، وَالدَّالُ، وَالتَّاءُ، ‏(‏وَمِنْ بَيْنَ الثَّنَايَا، وَطَرَفِ اللِّسَانِ‏)‏

‏(‏الصَّادُ، وَالزَّايُ، وَالسِّينُ‏)‏، ‏(‏وَمِمَّا بَيْنَ طَرَفِ اللِّسَانِ، وَأَطْرَافِ الثَّنَايَا‏)‏ الظَّاءُ، وَالذَّالُ، وَالثَّاءُ، ‏(‏وَمِنْ بَاطِنِ الشَّفَةِ السُّفْلَى، وَالثَّنَايَا الْعُلْيَا‏)‏ الْفَاءُ، ‏(‏وَمِنْ بَيْنَ الشَّفَتَيْنِ‏)‏ الْبَاءُ، وَالْمِيمُ، وَالْوَاوُ، وَعَنْ الْخَلِيلِ أَنَّهُ كَانَ يَنْسِبُهَا إلَى أَحْيَازِهَا، وَهِيَ ثَمَانِيَةٌ فَيُسَمِّي أَخَوَاتِ الْعَيْنِ سِوَى الْهَمْزَةِ، وَالْأَلْفِ ‏(‏حَلْقِيَّةً‏)‏، وَالْقَافَ، وَالْكَافَ ‏(‏لَثَوِيَّتَيْنِ‏)‏، وَالْجِيمَ، وَالشِّينَ، وَالضَّادَ ‏(‏شَجَرِيَّةً‏)‏ لِأَنَّ مَبْدَأَهَا مِنْ شَجَرِ الْفَمِ، وَهُوَ الْفُرْجَةُ، وَالصَّادَ، وَالسِّينَ، وَالزَّايَ ‏(‏أَسَلِيَّةً‏)‏ لِأَنَّ مَبْدَأَهَا مِنْ أَسَلَةِ اللِّسَانِ، وَهِيَ مُسْتَدَقُّ طَرَفِهِ، وَالطَّاءَ، وَالدَّالَ ‏(‏نِطْعِيَّةً‏)‏ لِأَنَّ مَبْدَأَهَا مِنْ النِّطْعِ، وَهُوَ الْغَارُ الْأَعْلَى الَّذِي هُوَ سَقْفُ الْفَمِ، وَالظَّاءَ، وَالذَّالَ ‏(‏لَثَوِيَّةً‏)‏، وَالرَّاءَ، وَاللَّامَ، وَالنُّونَ ‏(‏ذَوْلَقِيَّةً‏)‏ لِأَنَّ مَبْدَأَهَا مِنْ ذُوَيْلِقِ اللِّسَانِ، وَهُوَ تَحْدِيدُ طَرَفِهِ، وَالْفَاءَ، وَالْبَاءَ، وَالْمِيمَ ‏(‏شَفَوِيَّةً أَوْ شَفَهِيَّةً‏)‏، وَالْهَمْزَةَ، وَالْأَلِفَ، وَالْوَاوَ، وَالْيَاءَ ‏(‏جَوْفِيَّةً، وَهَوَائِيَّةً‏)‏ عَلَى مَعْنَى أَنَّهَا تَخْرُجُ مِنْ الْجَوْفِ أَوْ يَذْهَبُ فِي هَوَاءٍ، وَلَا يَقَعُ فِي حَيِّزِهَا‏.‏ ‏(‏فَصْلٌ‏)‏‏:‏ ‏(‏وَيَتَفَرَّعُ‏)‏ مِنْهَا أَرْبَعَةَ عَشَرَ حَرْفًا ‏(‏سِتَّةٌ مِنْهَا مُسْتَحْسَنَةٌ‏)‏ يُؤْخَذُ بِهَا فِي التَّنْزِيلِ، وَكُلِّ كَلَامٍ فَصِيحٍ ‏(‏أَوَّلُهَا‏)‏‏:‏ أَلِفُ الْإِمَالَةِ نَحْوَ عَالِمٌ عَابِدٌ، وَتُسَمَّى أَيْضًا أَلِفَ التَّرْخِيمِ، ‏(‏وَالثَّانِي‏)‏‏:‏ أَلِفُ التَّفْخِيمِ نَحْوَ الصَّلَاةِ، وَالزَّكَاةِ، ‏(‏وَالثَّالِثُ‏)‏‏:‏ الصَّادُ الَّتِي كَالزَّايِ فِي صَدْرٍ ‏(‏وَحَتَّى يُصْدِرَ‏)‏، ‏(‏وَالرَّابِعُ‏)‏‏:‏ الشِّينُ الَّتِي كَالْجِيمِ فِي نَحْوِ أَشْدَقَ، ‏(‏وَالْخَامِسُ‏)‏‏:‏ الْهَمْزَةُ الْمُخَفَّفَةُ الْكَائِنَةُ بَيْنَ بَيْنَ أَيْ‏:‏ بَيْنَ الْهَمْزَةِ وَالْحَرْفِ الَّذِي مِنْهُ حَرَكَتُهَا، ‏(‏وَالسَّادِسُ‏)‏‏:‏ النُّونُ الْخَفِيَّةُ الَّتِي هِيَ عَنْهُ فِي الْخَيْشُومِ نَحْوَ مِنْك، وَعَنْك ‏(‏وَالثَّمَانِيَةُ الْمُسْتَقْبَحَةُ‏)‏ الَّتِي لَا يُؤْخَذُ بِهَا فِي الْقُرْآنِ، وَلَا فِي كَلَامٍ فَصِيحٍ الْكَافُ الَّتِي كَالْجِيمِ، وَالْجِيمُ الَّتِي كَالْكَافِ، وَالْجِيمُ الَّتِي كَالشِّينِ، وَالضَّادُ الضَّعِيفُ، وَالضَّادُ الَّتِي كَالسِّينِ، وَالطَّاءُ الَّتِي كَالتَّاءِ، وَالظَّاءُ الَّذِي كَالثَّاءِ، وَالْيَاءُ الَّتِي كَالْفَاءِ‏.‏

فَصْلٌ

‏(‏وَأَمَّا انْقِسَامَاتٌ‏)‏ كَثِيرَةٌ، وَأَنَا لَا أَذْكُرُهَا هُنَا إلَّا مَا هُوَ الْأَشْهَرُ، وَالْأَكْثَرُ، وَهُوَ انْقِسَامُهَا إلَى الْمَجْهُورَةِ، وَالْمَهْمُوسَةِ، وَالشَّدِيدَةِ، وَالرِّخْوَةِ، وَمَا بَيْنَ الشَّدِيدِ، وَالرِّخْوَةِ، وَالْمُطْبَقَةِ، وَالْمُنْفَتِحَةِ، وَالْمُسْتَعْلِيَةِ، وَالْمُنْخَفِضَةِ ‏(‏فَالْمَجْهُورُ‏)‏‏:‏ مَا عَدَا الْمَجْمُوعَةِ فِي قَوْلِهِ‏:‏ ‏(‏حَثَّهُ شَخْصٌ فَسَكَتَ‏)‏، وَالْجَهْرُ إشْبَاعُ الِاعْتِمَادِ فِي مَخْرَجِ الْحَرْفِ، وَمَنْعِ النَّفَسِ أَنْ يَجْرِيَ مَعَهُ، ‏(‏وَالْهَمْسُ‏)‏ بِخِلَافِهِ، ‏(‏وَالشَّدِيدَةُ‏)‏ مَا فِي قَوْلِك‏:‏ ‏(‏أَجِدُكَ قَطَّبْتَ‏)‏، وَ ‏(‏الرِّخْوَةُ‏)‏ مَا عَدَاهَا، ‏(‏وَاَلَّتِي بَيْنَ الشَّدِيدَةِ، وَالرِّخْوَةِ‏)‏ مَا فِي قَوْلِك‏:‏ ‏(‏لَمْ يَرْعَوْنَا‏)‏، وَالشِّدَّةُ أَنْ يَنْحَصِرَ صَوْتُ الْحَرْفِ فِي مَخْرَجِهِ فَلَا يَجْرِي، وَالرَّخَاوَةُ بِخِلَافِهِ، وَالْكَوْنُ بَيْنَ الشِّدَّةِ، وَالرَّخَاوَةِ أَنْ لَا يَتِمَّ لِصَوْتِهِ الِانْحِصَارُ، وَلَا الْجَرْيُ كَوَقْفِك عَلَى الْعَيْنِ، وَإِحْسَاسِك فِي صَوْتِهَا بِشَبَهِ انْسِلَالٍ فِي مَخْرَجِهَا إلَى مَخْرَجِ الْحَاءِ، ‏(‏وَالْمُطْبَقَةُ‏)‏ الصَّادُ، وَالضَّادُ، وَالطَّاءُ، وَالظَّاءُ، ‏(‏وَالْمُنْفَتِحَةُ‏)‏ مَا عَدَاهَا، فَالْإِطْبَاقُ أَنْ تُطْبِقَ عَلَى مَخْرَجِ الْحَرْفِ مِنْ اللِّسَانِ مَا حَاذَاهُ مِنْ الْحَنَكِ، ‏(‏وَالِانْفِتَاحِ‏)‏ بِخِلَافِهِ، ‏(‏وَالْمُسْتَعْلِيَة‏)‏ الْأَرْبَعَةُ الْمُطْبَقَةُ، وَالْخَاءُ، وَالْغَيْنُ، وَالْقَافُ ‏(‏وَالْمُنْخَفِضَةُ‏)‏ مَا عَدَاهَا، وَالِاسْتِعْلَاءُ ارْتِفَاعُ اللِّسَانِ إلَى الْحَنَكِ‏.‏

فَصْلٌ

‏(‏وَحُرُوفُ‏)‏ الزِّيَادَةِ مِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ عَشْرٌ تَجْمَعُهَا قَوْلُك‏:‏ ‏(‏الْيَوْمُ تَنْسَهَا‏)‏، أَوْ ‏(‏سَأَلْتُمُونِيهَا‏)‏، وَمَعْنَى كَوْنِهَا زَائِدَةً أَنْ كُلَّ حَرْفٍ، وَقَعَ زَائِدًا فِي بَعْضِ الْكَلِمِ يَكُونُ مِنْهَا إلَّا أَنَّهَا تَقَعُ أَبَدًا زَوَائِدَ أَلَا تَرَى أَنَّهُ مَا مِنْ حَرْفٍ مِنْهَا إلَّا، وَيَكُونُ أَصْلًا فِي الْكَلِمِ ‏(‏كَالْهَمْزَةِ‏)‏ فِي أَخَذَ، وَسَأَلَ، وَسَلَا، ‏(‏وَالْأَلِفِ‏)‏ فِي هَاتِ، وَذَا، ‏(‏وَالْيَاءِ‏)‏ فِي الْيَسِيرِ، وَالسِّيَرِ، وَالسَّبْيِ، ‏(‏وَالْوَاوِ‏)‏ فِي الْوَلَدِ، وَالدَّلْوِ، وَالدُّولَةِ، ‏(‏وَالنُّونِ‏)‏ فِي نَطَقَ، وَقُطْنٍ، وَفَطِنَ، ‏(‏وَالتَّاءِ‏)‏ فِي تَفَلَ، وَلَفَتَ، ‏(‏وَالْهَاءِ‏)‏ فِي هَرَبَ، وَبَهَرَ، وَأَبْرَهَ، ‏(‏وَالسِّينِ‏)‏ فِي سَالِبٍ، وَبَاسِلٍ، وَلَابِسٍ، وَلَا يُزَادُ ذَلِكَ مَا زِيدَ لِلتَّكْرِيرِ كَالرَّاءِ فِي حَرَّبَ، ‏(‏وَالْبَاءِ‏)‏ فِي جَلْبَبَ فَإِنَّ ذَلِكَ عَامٌّ فِي الْحُرُوفِ، وَكُلُّهَا غَيْرُ مُخْتَصٍّ بِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْعَشَرَةِ‏.‏

‏(‏وَمَعْرِفَةُ‏)‏ الزَّائِد مِنْ الْأَصْلِ طَرِيقُهَا الِاشْتِقَاقُ، وَمِيزَانُ ذَلِكَ حُرُوفُ فَعَلَ، وَكُلُّ مَا، وَقَعَ بِإِزَاءِ الْفَاءِ، وَالْعَيْنِ، وَاللَّامِ يُحْكَمُ بِأَصَالَتِهِ، وَمَا لَا فَلَا، وَرُبَّمَا صَعُبَ الْحُكْمُ عَلَى الْمُرْتَاضِ فَكَيْفَ عَلَى الْمَرِيضِ، وَمِمَّا لَيْسَ فِيهِ صُعُوبَةُ الْهَمْزَةِ إذَا، وَقَعَتْ بَعْدَهَا ثَلَاثَةُ أَحْرُفٍ أُصُولٍ يُحْكَمُ بِزِيَادَتِهَا كَأَرْنَبٍ وَأَجْدَلَ فِي الْأَسْمَاءِ، وَأَكْرَمَ فِي الْأَفْعَالِ، ‏(‏وَزِيَادَتُهَا عَلَى ضَرْبَيْنِ‏)‏‏:‏ لِلْقَطْعِ كَمَا ذَكَرْت، وَلِلْوَصْلِ فِي أَحَدَ عَشَرَ اسْمًا‏:‏ اسْمٌ، اسْتٌ، ابْنٌ، ابْنَةٌ، ابْنُمُ، اثْنَانِ اثْنَتَانِ امْرَأَةٌ امْرُؤُ اَيْمُ اللَّهِ ايْمُنُ اللَّهِ، وَفِي هَذَيْنِ الْأَخِيرَيْنِ قَوْلٌ آخَرَ، وَمِنْ الْأَفْعَالِ فِي انْفَعَلَ، وَأَخَوَاتِهَا، وَفِي مَصَادِرِهَا، وَالْأَمْرُ مِنْهَا، وَكَذَا فِي الْأَمْرِ مِنْ الثُّلَاثِيِّ الْمُجَرَّدِ نَحْوُ اضْرِبْ، وَاذْهَبْ، وَالْبَسْ، وَاطْلُبْ، ‏(‏وَالْأَلِفُ‏)‏ لَا تُزَادُ أَوَّلًا لِسُكُونِهَا، وَلَكِنْ تُزَادُ غَيْرَ أَوَّلٍ كَخَاتَمٍ، وَكِتَابٍ، وَحُلِيٍّ، ‏(‏وَالْيَاءُ‏)‏ إذَا كَانَتْ مَعَهَا ثَلَاثَةُ أُصُولٍ فَهِيَ زَائِدَةٌ أَيْنَمَا، وَقَعَتْ كَ ‏"‏ يَلْمَعُ ‏"‏، وَيَضْرِبُ، وَعُشَيْرُونَ بَيِّنَةً، وَالْوَاوُ كَالْأَلِفِ لَا تُزَادُ أَوَّلًا، وَلَكِنْ غَيْرَ الْأَوَّلِ كَعَوْسَجٍ، وَتَرْقُوَةٍ، وَالْمِيمُ كَالْهَمْزَةِ إذَا وَقَعَتْ أَوَّلًا، وَبَعْدَهَا ثَلَاثَةُ أُصُولٍ كَمُقْتَلِ، وَمَكْرَمٍ، وَمِنْ ذَلِكَ مُوسَى الْحَدِيدِ‏.‏ وَأَمَّا مَلَكٌ فَالْمِيمُ فِيهِ زَائِدَةٌ لِأَنَّ الْأَصْلَ مَلْأَكٌ بِدَلِيلِ الْمَلَائِكِ، وَالْمَلَائِكَةِ فِي الْجَمْعِ، وَأَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ فَلَسْت لِإِنْسِيٍّ وَلَكِنْ بِمَلْأَكٍ تَنْزِلُ مِنْ جَوِّ السَّمَاءِ يُصَوَّبُ ‏(‏وَالْمِيمُ‏)‏ فِي مَنْجَنُونَ، وَمَنْجَنِيقَ أَصْلٌ، وَقَوْلُهُمْ‏:‏ جَنَقُونَا بِمَعْنَى‏:‏ رَمَوْنَا بِالْمَنْجَنِيقِ نَظِيرُ الْأَوَّلِ مِنْ اللُّؤْلُؤِ، وَلَا تُزَادُ فِي الْفِعْلِ وَأَمَّا نَحْوُ تَمَسْكَنَ، وَتَمَدْرَعَ، وَتَمَنْدَلَ فَشَاذٌّ، ‏(‏وَالنُّونُ‏)‏ فِي نَفْعَلُ نَحْنُ، وَانْفَعَلَ، وَسَكْرَانَ، وَعَطْشَانَ، ‏(‏وَالتَّاءُ‏)‏ تُزَادُ أَوَّلًا نَحْوُ فِي الْمُضَارِعِ تَفْعَلُ، وَفِي تَفْعِيلٍ مَصْدَرُ فَعَلَ، وَتَفَعَّلَ، وَتَفَاعَلَ، وَحَشْوًا نَحْوَ افْتَعَلَ، وَآخَرُ لِلتَّأْنِيثِ، وَالْجَمْعِ كَمُسْلِمَةٍ، وَمُسْلِمَاتٍ، وَفِي نَحْوِ جَبَرُوتٍ، وَعَنْكَبُوتٍ، وَحَانُوتٍ، ‏(‏وَالْهَاءُ‏)‏ زِيدَتْ زِيَادَةً مُطَّرِدَةً فِي الْوَقْفِ نَحْوُ كِتَابِيَّةٍ، وَثَمَّةَ، وَوَازَيْدَاهُ، وَمِنْهُ، وَا ثُكْلَ أُمِّيَاهْ، وَتَحْرِيكُهَا لَحْنٌ أَمَّا ثَمَّةَ بِالتَّاءِ مِنْ غَلَطِ الْعَامَّةِ، وَغَيْرُ مُطَّرِدَةٍ فِي أُمَّهَاتٍ جَمْعُ أُمٍّ، وَقَدْ جَاءَ أُمَّاتٌ بِغَيْرِ هَاءٍ، وَقَدْ غُلِّبَتْ الْأُمَّهَاتُ فِي الْأَنَاسِيِّ، وَالْأُمَّاتُ فِي الْبَهَائِمِ، ‏(‏وَالسِّينُ‏)‏ اطَّرَدَتْ زِيَادَتُهَا فِي اسْتَفْعَلَ نَحْوُ اسْتَفْتَحَ، وَاسْتَخْرَجَ، ‏(‏وَاللَّامُ‏)‏ جَاءَتْ مَزِيدَةً فِي هُنَالِكَ، وَذَلِكَ، وَفِي عَبْدَلَ، وَزَيْدَلَ، ‏(‏وَالزِّيَادَةُ‏)‏ بِهَذِهِ الْحُرُوفِ ضَرْبَانِ ‏(‏مَا يُفِيدُ مَعْنًى‏)‏ فِي الْمَزِيدِ فِيهِ كَأَلْفِ ضَارِبٍ، وَمِيمِ مَضْرُوبٍ، ‏(‏وَالْآخَرُ بِمُجَرَّدِ الْبِنَاءِ‏)‏ كَأَلِفِ كِتَابٍ، وَوَاوِ عَجُوزٍ، وَيَاءِ نَصِيبٍ، ‏(‏وَأَمَّا الزِّيَادَةُ الْإِلْحَاقِيَّةُ‏)‏ فَإِنَّهَا تَضْرِبُ بِعِرْقٍ فِي كِلَا الضَّرْبَيْنِ عَلَى مَا قَالَهُ الْإِمَامُ عَبْدُ الْقَاهِرِ الْمُحَقِّقُ - رَحِمَهُ اللَّهُ -‏.‏

فَصْلٌ

‏(‏وَحُرُوفُ الْبَدَلِ‏)‏ أَرْبَعَةَ عَشَرَ مَا خَلَا السِّينَ، وَالْجِيمَ، وَالدَّالَ، وَالطَّاءَ، وَالصَّادَ، وَالزَّايَ، وَيَجْمَعُهَا قَوْلُك‏:‏ ‏(‏أَنْجَدْتُهُ يَوْمَ صَالَ زَطٌ‏)‏، وَالْمُرَادُ بِالْبَدَلِ أَنْ يُوضَعَ لَفْظٌ مَوْضِعَ لَفْظٍ كَوَضْعِك الْوَاوَ مَوْضِعَ الْيَاءِ فِي مُوقِنٍ، وَالْيَاءَ مَوْضِعَ الْهَمْزَةِ فِي ذِيبٍ إلَّا مَا يُبْدَلُ لِأَجْلِ الْإِدْغَامِ لِلتَّعْوِيضِ مِنْ إعْلَالٍ، وَأَكْثَرُ هَذِهِ الْحُرُوفِ تَصَرُّفًا فِي الْبَدَلِ حُرُوفُ اللِّينِ، وَهِيَ تُبْدَلُ بَعْضُهَا عَنْ بَعْضٍ، وَتُبْدَلُ مِنْ غَيْرِهَا ‏(‏أَمَّا الْأَلِفُ‏)‏ فَتُبْدَلُ مِنْ أُخْتِهَا، وَمِنْ الْهَمْزَةِ، وَالنُّونِ فَإِبْدَالُهَا مِنْ أُخْتَيْهَا فِي نَحْوِ قَالَ، وَبَاعَ، وَدَعَا، وَرَمَى، وَمِنْ الْهَمْزَةِ فِي نَحْوِ آدَمَ لِأَنَّ أَصْلَهُ آدَمَ أَفْعَلَ مِنْ الْأَدَمَةِ، وَمِنْ النُّونِ فِي الْوَقْفِ خَاصَّةً نَحْوُ‏:‏ ‏{‏لَنَسْفَعًا‏}‏، وَ ‏{‏اللَّهَ فَاعْبُدْ‏}‏ أَوْ كَذَا الْمَنْصُوبُ الْمُنَوَّنُ نَحْوَ رَأَيْت زَيْدًا، ‏(‏وَالْيَاءُ‏)‏ تُبْدَلُ مِنْ أُخْتَيْهَا، وَمِنْ الْهَمْزَةِ، وَأَحَدِ حَرْفَيْ التَّضْعِيفِ فِي نَحْوِ أَمْلَيْت الْكِتَابَ ؛ لِأَنَّ الْأَصْلَ أَمْلَلْت، وَمِنْهُ‏:‏ ‏{‏وَلْيُمْلِلْ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ‏}‏، وَتَقَضَّى الْبَازِي، وَالتَّسَرِّي فِي أَحَد الْقَوْلَيْنِ، وَمَنْ النُّونِ فِي أَنَاسِيٍّ، وَظَرَابِيٍّ جَمْعُ إنْسَانٍ، وَظَرِبَانٍ دُوَيْبَّةٌ مُنْتِنَةٌ، وَمِنْ الْعَيْنِ فِي قَوْلِهِ‏:‏ وَلِلضَّفَادِي جَمَّةُ نَقَائِقُ، وَمِنْ الْبَاءِ فِي قَوْلِهِ مِنْ الثَّعَالِبِيّ‏:‏ وَوَخْزٌ مِنْ أَرَانِبِهَا أَرَادَ الثَّعَالِبَ، وَالْأَرَانِبَ، وَمِنْ السِّينِ فِي قَوْلِهِ‏:‏ إذَا مَا عَدَا أَرْبَعَةٌ فَسَالَ فَزَوْجُك خَامِسٌ وَأَبُوك سَادِسٌ، ‏(‏وَمِنْ التَّاءِ‏)‏ فِي قَوْلِك‏:‏ قَدْ مَرَّ يَوْمَانِ، وَهَذَا الثَّالِثُ أَرَادَ الثَّالِثَ، وَهَذِهِ الْأَرْبَعَةُ شَاذَّةٌ، ‏(‏وَالْوَاوُ‏)‏ تُبْدَلُ مِنْ أُخْتِهَا، وَمِنْ الْهَمْزَةِ فَأَبْدَلَهَا مِنْ الْأَلِفِ فِي نَحْوِ حَوَائِضَ، وَطَوَالِقَ، ‏(‏وَمَنْ الْيَاءِ‏)‏ فِي مُوقِنٍ، وَمُوسِرٍ مُفْعِلٍ مِنْ أَيْقَنَ، وَأَيْسَرَ، ‏(‏وَمِنْ الْهَمْزَةِ‏)‏ فِي أَنَا أُومَنُ أَفْعَلُ مِنْ الْأَمْنِ، وَأُومَرُ أَفْعَلُ أَيْضًا، ‏(‏وَالْهَمْزَةُ‏)‏ تُبْدَلُ مِنْ حُرُوفِ اللِّينِ، وَمِنْ الْيَاءِ، وَالْعَيْنِ فَإِبْدَالُهَا مِنْ الْأَلِفِ فِي نَحْوِ حَمْرَاءَ، وَصَحْرَاءَ، وَفِي نَحْوِ رَسَائِلَ، وَشَابَّةٍ، وَدَابَّةٍ، وَعَلَى ذَا قُرِئَ، ‏{‏وَلَا الضَّالِّينَ‏}‏ بِالْهَمْزَةِ، وَمِنْ الْوَاوِ، وَالْيَاءِ فِي نَحْوِ قَائِلٍ، وَبَائِعٍ، وَمِنْ الْهَاءِ فِي مَاءٍ الْأَصْلُ مَاهٌ بِدَلِيلِ قَوْلِهِمْ فِي تَصْغِيرِهِ مُوَيْهٌ، وَفِي جَمْعِهِ أَمْوَاهٌ، ‏(‏وَالتَّاءُ‏)‏ تُبْدَلُ مِنْ الْوَاوِ فِي تُجَاهٍ، وَتُرَاثٍ مِنْ الْوَجْهِ، وَالْوِرَاثَةِ، وَمِنْ الْيَاءِ فِي اتَّسَرَ مِنْ أَيْسَرَ، وَمِنْ السِّينِ فِي سِتٍّ، وَطَسْتٍ الْأَصْلُ سُدُسٌ، وَطَسٌّ بِدَلِيلِ طُسَيْسَةٍ، وَطُسُوسٍ فِي التَّصْغِيرِ، وَالْجَمْعِ، ‏(‏وَالْهَاءُ‏)‏ تُبْدَلُ مِنْ التَّاءِ، وَالْهَمْزَةِ، وَحُرُوفِ اللِّينِ ‏(‏فَإِبْدَالُهَا مِنْ الْهَاءِ‏)‏ فِي كُلِّ تَاءِ تَأْنِيثٍ، وَقَفْت عَلَيْهَا فِي اسْمٍ مُفْرَدٍ نَحْوَ طَلْحَةَ، وَحَمْزَةَ، ‏(‏وَمِنْ الْهَمْزَةِ‏)‏ فِي هَبَاكَ، وَهَنَزْتَ الثَّوْبَ الْأَصْلُ أَبَاكَ، وَأَنَزْتَ الثَّوْبَ مِنْ النَّيْزِ الْعَلَمِ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ لَهِنَّك مِنْ عَبْسِيَّةٍ لَكَرِيمَةٌ يَعْنِي لِأَنَّك فِي أَحَدِ الْأَوْجُهِ، ‏(‏وَمِنْ الْهَاءِ‏)‏ فِي هَذِهِ أَمَةُ اللَّهِ الْأَصْلُ هَذِي، ‏(‏وَالْمِيمُ‏)‏ تُبْدَلُ مِنْ النُّونِ، وَالْوَاوِ، وَاللَّامِ ‏(‏فَإِبْدَالُهَا مِنْ النُّونِ‏)‏ فِي نَحْوِ عَمْبَرٍ مِمَّا وَقَعَتْ فِيهِ سَاكِنَةً قَبْلَ الْبَاءِ، وَمِنْ ذَلِكَ مَنْ زَنَى مِمَّ بِكْرٍ، ‏(‏وَمِنْ الْوَاوِ‏)‏ فِي فَمٍ وَحْدَهُ، ‏(‏وَمِنْ اللَّامِ‏)‏ فِي لُغَةِ طَيِّئٍ فِي نَحْوِ مَا رَوَى النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ عَنْ النَّبِيِّ ‏"‏ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ‏[‏لَيْسَ مِنْ امْبِرِّ امْصِيَامُ فِي امْسَفَرِ‏]‏، ‏(‏وَمِنْ الْهَاءِ‏)‏ فِي قَوْلِهِمْ‏:‏ رَمَاهُ مِنْ كَثَمٍ، وَكَثَبٍ أَيْ‏:‏ قُرْبٍ، ‏(‏وَالنُّونُ‏)‏ تُبْدَلُ مِنْ اللَّامِ، وَالْوَاوِ ‏(‏فَإِبْدَالُهَا مِنْ اللَّامِ‏)‏ فِي قَوْلِهِمْ‏:‏ لَعَنَّ فِي لَعَلَّ، ‏(‏وَمِنْ الْوَاوِ‏)‏ فِي صَنْعَانِيٍّ، وَنَهَرَانِيٍّ فِي النِّسْبَةِ إلَى نَهْرٍ أَوْ صَنْعَاءَ، وَالْأَصْلُ صَنْعَاوِيٌّ، وَنَهْرَوِيٌّ، ‏(‏وَاللَّامُ‏)‏ تُبْدَلُ مِنْ النُّونِ شَاذًّا، وَذَلِكَ قَوْلُهُمْ‏:‏ أُصَيْلَانٍ فِي تَصْغِيرِ أَصِيلٍ، وَهُوَ الْمَسَاءُ، ‏(‏وَالطَّاءُ، وَالدَّالُ‏)‏

‏(‏يُبْدَلَانِ مِنْ تَاءِ الِافْتِعَالِ‏)‏ فِي نَحْوِ اصْطَبَرَ، وَازْدَجَرَ، ‏(‏وَمِنْ تَاءِ الضَّمِيرِ‏)‏ فِي فَحْصَطَ مِنْ التَّفَحُّصِ بِمَعْنَى فَحَصْت بِرِجْلِي، وَقُرِئَ ‏(‏فَرَّطَطَ‏)‏ فِي جَنْبِ اللَّهِ، ‏(‏وَالْجِيمُ‏)‏ تُبْدَلُ مِنْ الْيَاءِ الْمُشَدَّدَةِ فِي الْوَقْفِ نَحْوُ سَعْدِجٍ فِي سَعْدِيٍّ، وَقَدْ أُجْرِيَ الْوَصْلُ مَجْرَى الْوَقْفِ قَالَ خَالِي عُوَيْفٌ وَأَبُو عَلِجٍّ الْمُطْعِمَانِ اللَّحْمَ بِالْعَشِجِّ وَبِالْغَدَاةِ كَتَلِّ الْبَرْنَجِ، وَقَدْ أُبْدِلَتْ مِنْ غَيْرِ الْمُشَدَّدَةِ فِيمَا أَنْشَدَ أَبُو زَيْدٍ‏:‏ لَا هَمَّ إنْ كُنْت قَبِلْتَ حَجَّتَجَ فَلَا يَزَالُ شَاحِجَ يَأْتِيك بج‏.‏ ‏(‏وَالصَّادُ‏)‏ قَدْ تُبْدَلُ مِنْ السِّينِ إذَا وَقَعَتْ قَبْلَ قَافٍ أَوْ غَيْنٍ أَوْ خَاءٍ أَوْ طَاءٍ يَقُولُونَ فِي ‏"‏ سُقْتُ، وَسَوِيقٍ ‏"‏‏:‏ ‏"‏ صُقْتُ، وَصَوِيقٌ ‏"‏، وَفِي صَالِغٍ، وَسَالِغٍ، وَسِرَاطٍ، وَصِرَاطٍ‏.‏ ‏(‏وَالزَّايُ‏)‏ تُبْدَلُ مِنْ الصَّادِ إذَا وَقَعَتْ قَبْلَ الدَّالِ سَاكِنَةً تَقُولُ‏:‏ يَزْدُرُ فِي يَصْدُرُ، وَلَمْ يُجَرَّمْ مَنْ فُزِدَ لَهُ فِي فُصِدَ مِنْ الْفَصِيدِ، وَلَمْ يَعُدَّ أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ الصَّادَ، وَالزَّايَ فِي حُرُوفِ الْبَدَلِ، وَقَالَ‏:‏ إنَّمَا أُبْدِلَتَا فِي هَذِهِ الْكَلِمِ تَحْسِينًا لِلَّفْظِ، وَالسِّينَ لَمْ يَعُدَّ‏.‏ وَأَمَّا مَا يَرَى مِنْ إبْدَالِ الشِّينِ سِينًا فِي بَيْتِ بَنِي الْحَسْحَاسِ فَلَوْ كُنْت وَرْدًا لَوْنُهُ لَعَسِقَتْنِي وَلَكِنَّ رَبِّي شَانَنِي بِسَوَادِيَا فَفِيهِ نَظَرٌ، ‏(‏وَمِنْ الشَّوَاذِّ الْمَذْمُومَةِ‏)‏ إبْدَالُ الشِّينِ فِي الْوَقْفِ مَكَانَ كَافِ الضَّمِيرِ الْمَكْسُورَةِ فِي أَعْطَيْتُشَ، وَتُسَمَّى كَشْكَشَةَ رَبِيعَةَ، وَكَذَا إبْدَالُ الْعَيْنِ مِنْ الْهَمْزَةِ فِي أَعِنْ تَرَسَّمْت، وَلِلَّهِ عَنْ يَشْفِيَك، وَتُسَمَّى عَنْعَنَةَ تَمِيمٍ، وَهَذَا الْفَصْلُ لَهُ شَرْحٌ فِيهِ طُولٌ، وَفِيمَا ذَكَرْت هَاهُنَا مُقْنِعٌ، وَمِنْ اللَّهِ التَّوْفِيقُ‏.‏

قَالَ‏:‏ ‏(‏قَالَ الْمُصَنِّفُ‏)‏‏:‏ أَطَالَ اللَّهُ بَقَاءَهُ، وَحَرَسَ مِنْ الْمَكَارِهِ حَوْبَاءَهُ‏:‏ قَدْ أَنْجَزْت الْمَوْعُودَ، وَبَذَلْت الْمَجْهُودَ فِي إتْقَانِ أَلْفَاظِ هَذَا الْكِتَابِ، وَتَصْحِيحِهَا، وَتَهْذِيبِهَا بَعْدَ التَّرْتِيبِ، وَتَنْقِيحِهَا، وَبَالَغْت فِي تَلْخِيصِهَا، وَتَخْلِيصِهَا، وَتَسْهِيلِ مَا اُسْتُصْعِبَ مِنْ عَوِيصِهَا بِتَفْسِيرٍ كَاشِفٍ عَنْ أَسْرَارِهَا رَافِعٍ لِحُجُبِهَا، وَأَسْتَارِهَا، وَتَعَمَّدْت فِي حَذْفِ الزَّوَائِدِ مَعَ اسْتِكْثَارِ الْفَوَائِدِ مِنْهَا صِحَّةٌ لِمَنْ قَصَدَ صِحَّةَ الْمَعْنَى فَأَتْقَنَ، وَتَحَرَّى الصَّوَابَ كَيْ لَا يَلْحَنَ إذْ لَا صِحَّةَ لِلْمَعْنَى فِي فَسَادِ الْبَيَانِ كَمَا لَا مُرُوءَةَ لِلْعَالِمِ اللَّحَّانِ قَالَ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ -‏:‏ لَيْسَ لِلَّاحِنِ مُرُوَّةٌ، وَلَا كَثِيرَ لَا مِنْ إلَى، وَلَا لِتَارِكِ الْإِعْرَابِ بَهَاءٌ، وَإِنْ حَكَّ بِيَافُوخِهِ عَنَانَ السَّمَاءِ، وَقِيلَ لِلْحَسَنِ - رَحِمَهُ اللَّهُ -‏:‏ إنَّ إمَامَنَا يَلْحَنُ فَقَالَ آخَرُ‏:‏ وَهُوَ كَثِيرٌ مِنْ اللَّحْنِ يَقْطَعُ الصَّلَاةَ، وَإِنْ تَعَمَّدَ قَارِئُهُ كَفَرَ، وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ اللَّهُمَّ كَمَا وَفَّقَتْنَا لِإِصْلَاحِ الْأَقْوَالِ فَوَفِّقْنَا لِإِصْلَاحِ الْأَعْمَالِ، وَكَمَا هَدَيْتنَا لِلتَّمْيِيزِ بَيْنَ الصَّحِيحِ، وَالسَّقِيمِ مِنْ الْكَلَامِ فَاهْدِنَا لِتَمْيِيزِ الْحَلَالَ مِنْ الْحَرَامِ فَإِنَّ الْخَطَأَ فِي الْعِلْمِ عِنْدَ ذَوِي الْيَقِينِ أَهْوَنُ مِنْ الْخَطَإِ فِي بَابِ الدِّينِ اللَّهُمَّ إنِّي لَمْ أَتَعَقَّبْ عَثَرَاتِ الْعُلَمَاءِ لِتُقَالَ، وَلَكِنْ لِأَسْتَقِيلَ فِي تَدَارُكِهَا عَثَرَاتِي فَتُقَالَ، وَقَدْ عَلِمْتَ مَا عَانَيْت فِي التَّقْوِيمِ، وَالتَّثْقِيفِ لِمَا وَقَعَ فِي الْكُتُبِ مِنْ التَّحْرِيفِ، وَالتَّصْحِيفِ فَأَقِلْنِي عَثْرَتِي، وَاسْتُرْ عَوْرَتِي، وَآمِنِ رَوْعَتِي بِرَحْمَتِك يَا رَحِيمُ، وَبِفَضْلِك يَا كَرِيمُ‏.‏